باستخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية و شروط الاستخدام .
Accept
سوريا اليوم 24 - سوريا لكل السوريينسوريا اليوم 24 - سوريا لكل السوريينسوريا اليوم 24 - سوريا لكل السوريين
  • سياسة
  • أعمال واستثمار
  • نبض سوريا
    • المجتمع السوري
    • المطبخ السوري
    • ثقافة وتراث
    • رياضة
    • سياحة
  • صناع المستقبل
    • رواد
    • مؤسسات
    • مبادرات
  • مقابلات
  • مناسبات واحداث
  • أنظمة وقوانين
    • مراسيم رئاسية
    • تشريعات وقوانين
    • تعاميم وبلاغات
    • قرارات وزارية
Reading: مكتب عنبر: ذاكرة دمشق الحيّة بين الحجر والحبر
Share
Notification Show More
Font ResizerAa
سوريا اليوم 24 - سوريا لكل السوريينسوريا اليوم 24 - سوريا لكل السوريين
Font ResizerAa
  • سياسة
  • أعمال واستثمار
  • نبض سوريا
    • المجتمع السوري
    • المطبخ السوري
    • ثقافة وتراث
    • رياضة
    • سياحة
  • صناع المستقبل
    • رواد
    • مؤسسات
    • مبادرات
  • مقابلات
  • مناسبات واحداث
  • أنظمة وقوانين
    • مراسيم رئاسية
    • تشريعات وقوانين
    • تعاميم وبلاغات
    • قرارات وزارية
Follow US
© جميع الحقوق محفوظة لـ ( سوريا اليوم 24 ) | سوريا 2025
سوريا اليوم 24 - سوريا لكل السوريين > Blog > نبض سوريا > ثقافة وتراث > مكتب عنبر: ذاكرة دمشق الحيّة بين الحجر والحبر
ثقافة وتراث

مكتب عنبر: ذاكرة دمشق الحيّة بين الحجر والحبر

11 مايو 2025
81 Views
مكتب عنبر: ذاكرة دمشق الحيّة بين الحجر والحبر
SHARE

دمشق، مدينةٌ لا تُشبه سواها، في أزقّتها القديمة تُخبّئ كنوزها بين جدران بيوتها العتيقة، لتروي لنا قصصاً من ماضٍ مليء بالفن، الثقافة، الطموح، النقاء، حين كان للكلمة صدى يُسمع، وكانت الحياةُ حياة، رغم الصعاب! واليوم، نسرّع شريط الذكرى ونعود في التاريخ، لنحكي قصة بيت عريق، بل أكثر من بيت، إنّه مكتب عنبر، المدرسة التي خرّجت أبرز الشخصيات الثقافية والوطنية.

محتويات
مكتب عنبر ليس بيتاً عادياً!مكتب عنبر عبر الزمنكيف حال مكتب عنبر اليوم؟عمارته وبناؤهفي زمننا هذا هل نحتاج لإعادة إحياء مكتب عنبر؟

مكتب عنبر ليس بيتاً عادياً!

يتربّع مكتب عنبر، هذا المعلم الأثري المتفرّد، في قلب دمشق القديمة شرق الجامع الأموي، ويحتلّ مكانة مميزة بين البيوت الدمشقية، بمساحة تضاهي قصر العظم الشهير… يعود تاريخ بنائه إلى منتصف القرن التاسع عشر، وقد شُيّد على طراز البيوت الدمشقية العربية الأصيلة، جامعاً بين فن العمارة الشرقية والأوروبية وروح المدينة العتيقة.

يحمل البيت اسم صاحبه الأصلي، يوسف عنبر، وهو تاجر يهودي دمشقي ثري، قرر أن يبني منزلاً يليق بمكانته في عام 1872، فأنفق ما يزيد عن 42 ألف ليرة ذهبية -أو ربما 43 بحسب بعض المصادر- وهو مبلغ هائل في تلك الحقبة، ليكون بيتاً له ولعائلته، لكن حلمه لم يكتمل، فعجز عن متابعة البناء وهجره عام 1887، لتصادره الدولة العثمانية بعد ذلك لقاء ديون متراكمة عليه.

ولكن حين صادرته الدولة العثمانية لم تتركه كما هو، بل أتمّت بناءه وأضافت إليه جناحين جديدين، ثم حوّلته إلى مدرسة حكومية تحت اسم “المكتب الإعدادي الملكي”، الذي دُوّن على اللوحة الخارجية التي تزيّن المدخل مع الطغراء السلطانية.

ومنذ ذلك الوقت، أصبح هذا البيت مدرسة للصبيان، تُدرّس فيها الصفوف حتى التاسع، قبل أن تُحوّل لاحقاً إلى مدرسة للبنات باسم “معهد التجهيز والفنون النسوية”، ليكون بذلك أحد أقدم المدارس في سوريا.

تتناقل روايات أخرى أن البيت لم يكن ملكاً ليوسف عنبر في الأصل، إنّما كان يعود لعائلة القوتلي، وأنه ناله لقاء ديون مستحقة له عليهم حين كان يعمل محاسباً لديهم، ولكن على اختلاف الروايات، يبقى مكتب عنبر تحفة معمارية وتاريخية، تسكن ذاكرة دمشق.

اقرأ أيضاً: «قلعة حلب» رمز العنفوان رغم كُروب الزمان

وعبر تاريخه، ضمّ مكتب عنبر من أعلام الفكر والعلم في سوريا، وكان منارةً للعلم والتنوير منذ أواخر القرن الثامن عشر وحتى اندلاع الحرب العالمية الثانية، فقد خرّج أجيالاً أثّرت في الحياة السياسية والفكرية والاجتماعية للبلاد.

صورة من كتاب مكتب عنبر للأديب ظافر القاسمي

إذ تتلمذ في هذه المدرسة العريقة عددٌ كبير من الشخصيات اللامعة، منهم: محمد الداوودي، محمد البزم، عبد القادر المبارك، جودت الهاشمي، سليم الجندي، يحيى الشماع، محمد علي الجزائري، جميل صليبا، جودة الكيال، علي الطنطاوي، عبد الكريم الكرمي، أمجد الطرابلسي، محمد عربي الأسود، أنور العطار، شكري القوتلي، حسني سبح (رئيس مجمع اللغة العربية)، وجيه السمان (وزير الصناعة)، محمد بطاح المحيسن، رياض العابد (رئيس ونقيب المحامين)، بدوي الجبل، زكي المحاسني، شكري فيصل (الأديب والمجمعي المعروف)، سعيد الغزي (عضو الجمعية التأسيسية التي وضعت أول دستور سوري عام 1928 ورئيس الوزراء عام 1954)، نزيه الحكيم، وغيرهم كثر ممن تركوا بصمتهم في تاريخ سوريا الحديث.

وقد وصف القاضي الأديب علي الطنطاوي في مقدمة كتاب “مكتب عنبر (صور وذكريات من حياتنا الثقافية والسياسية والاجتماعية)” للأديب ظافر القاسمي الذي نُشر عام 1964 فقال:

“لقد عاش (مكتب عنبر) من أواخر القرن الذي مضى، إلى أوائل الحرب الثانية، وهو يضم نخبة المتعلمين في هذا البلد. كان هو الثانوية الرسمية المفردة في دمشق، فكان يمر عليه كل شاب في دمشق. يدخل إليه ثم يخرج منه في مدارج الحياة. أو يغوص في أوحالها، حتى ما تكاد تجد اليوم كبيراً في دمشق، ولا صاحب اسم، ولا ذا منزلة، إلا وقد جاز يوماً بـ (مكتب عنبر)…

ولقد كان من تلاميذه رجال، لو عاشوا كلهم إلى الآن، لكان أصغرهم اليوم في الخامسة والسبعين. هم الذين كنا ندعوهم رجال الجيل الأول، وكانوا هم أول من رفع صوته بذكر العربية على عهد الأتراك. وتسلسلت القوافل من بعدهم، تجوز كلها بهذه الواحة الظليلة، تستمتع بثمرها، وتجني من ثمرها، قبل أن توغل في صحراء الحياة”.

اقرأ أيضاً: فن الفسيفساء السوري: عندما تنطق الأحجار بحكايات الجمال والتاريخ

مكتب عنبر عبر الزمن

في أواخر القرن التاسع عشر، في ظل الحكم العثماني، كان مكتب عنبر أحد أبرز مدارس الدولة في دمشق، وحينها اقتصرت صفوفه على الصف التاسع، وكان معظم طلابه من أبناء المدينة، ولكن بعد ذلك، بدأت جمعية الاتحاد والترقي في إسطنبول بفرض سياسة التتريك، التي غيّرت ملامح التعليم في سوريا.

فأصبحت اللغة التركية هي اللغة الرسمية، وبعدها قررت الحكومة العثمانية تحويله إلى ثانوية حتى الحادي عشر، وأطلقت عليه اسم “سلطان مكتبي”، وبات الجهاز الإداري والكادر التعليمي بالكامل من الأتراك.

طالبات مكتب عنبر
طالبات في مكتب عنبر “من صفحة أنتيكا سوريا”

ولكن مع بداية العهد الفيصلي في عام 1919 تبدّل هذا الواقع حين تولّى الملك فيصل الأول الحكم بعد نهاية الحكم العثماني، وبدأت مؤسسات الدولة تستعيد لغتها، وعادت اللغة العربية بدل التركية لتكون اللغة الرسمية في المدارس والمرافق كافة، وانتقلت ملكية مكتب عنبر إلى وزارة المعارف، التي أعادت تشكيل هويته التعليمية، وأصبح اسمه الجديد “مدرسة التجهيز ودار المعلمين”.

وفي هذا العهد، تعاقدت الوزارة مع نخبة الأساتذة، والذين كان لهم الفضل الأكبر في بعث اللغة العربية من تحت ركام التتريك، واستعادة الهوية الثقافية للأمة وتصحيح المسار، ومن أبرزهم: عبد القادر المبارك، محمد علي الجزائري، جودت الهاشمي، محمد البزم، كامل نصري، رشيد بقدونس، شكري الشربجي، أبو الخير القواص، سليم الجندي، مسلم عناية، جميل صليبا، يحيى الشماع.

تعلّم الطلاب في ذلك الزمن منهجاً تعليمياً واسعاً وثرياً شمل القرآن الكريم، العلوم الدينية، الفقه، اللغة العربية، اللغة الفارسية، الترجمة من التركية، الاقتصاد (علم الثروة)، الجغرافيا، الفلك، أصول مسك الدفاتر، الخط، والرسم، الحساب، الجبر، الزراعة، الكيمياء، الفيزياء، الميكانيكا، علم طبقات الأرض، وعلم النبات والحيوان.

وقد عبّر الأديب السوري ظافر القاسمي في كتابه الذي ذكرناه آنفاً عن جمال أيام مكتب عنبر فقال:

“مكتب عنبر! ما أحلى أيامه! إني أكاد أقطع بأنها أحلى فترة مرت في حياتي، ذلك أنه لم يكن مكتباً لتعليم الفتيان فحسب، وإنما كان مؤسسة قائمة بذاتها، لها تقاليدها واعترافها، ولها نظمها وطرائقها. ولأنه كان معقلاً من معاقل الوطنية الصادقة، التي شعت من نفوس الأساتذة، ونبعت من نفوس الطلاب، والخدم أيضاً، ولأنه كان يطلّق أبوابه على حياة اجتماعية فريدة، لم تعرف دمشق لها مثيلاً، غُلّفت فيها الرحمة والعطف والبر بأسى معانيها، ولأنه كان حصناً من حصون الفصحى، قد لا تسامته أكثر الجامعات والكليات في هذه الأيام، ولأن جوّه كان دِمشقيّاً خالصاً، بكل ما في دمشق من خصائص ومزايا، ولصفات أخرى قد تأتي في مواضعها من هذا الكتاب”.

طلاب مكتب عنبر

وفي زمن الانتداب الفرنسي شكّل طلاب مكتب عنبر نواة للمظاهرات التي اندلعت بين عامي 1920-1925 رافضةً الانتداب، وكانوا في طليعة من تصدّوا للاحتلال بوعيهم الوطني المتقد.

ولعب جودت الهاشمي في هذه الحقبة دوراً بارزاً، إذ حوّل قاعة المدرسة إلى ملاذ آمن يؤوي الطلاب المطلوبين وغيرهم من الثوار خلال الثورة السورية الكبرى عام 1925، وفي عام 1935، اكتمل بناء مدرسة التجهيز الجديدة، المعروفة اليوم باسم ثانوية جودت الهاشمي، ونُقِل إليها طلاب مكتب عنبر.

عموماً، كان للمكتب في تلك الفترة دوراً مهماً  في غرس روح النضال في نفوس السوريين، وكان من أوائل المؤسسات التي نبهت إلى مأساة فلسطين، وعرفت الناس باسم “بلفور”.

وقال الأستاذ علي الطنطاوي واصفاً المشهد:

“لقد كان مكتب عنبر مثابة العلم، وكان مثل الوطنية، وكان مصدر الحركات الشعبية، ومبعث النضال، ولقد كُتبَ لي أن أؤوده في يوم من أعظم أيام نضاله، وإن نفسي لتراودني أن أقصّ قصة ذلك اليوم، ويردني أن الأستاذ المؤلف كلفني تقديم كتابه، ما كلفني الحديث عن نفسي…”

ولكن في عهد الاستقلال، خفت نجم مكتب عنبر الساطع بعد نيل البلاد استقلالها، وأثقلت كاهله تكاليف الصيانة والتشغيل، فهُجر لسنوات، وماتت الحياة على جدرانه القديمة التي كانت يوماً تنبض بها، ولكن في عام 1976، قامت وزارة الثقافة بتحويله إلى مقرّ للثقافة العربية.

ولإعادة رونقه والحياة إليه، تولّت مديرية دمشق القديمة في عام 1988 مهمة ترميم المبنى بالكامل، إذ أُضيفت إليه مكتبة غنية، مركز للبحث، متحف، وورشات للحرف اليدوية، وشهد عام 1990 افتتاح قاعة للحفلات احتضنت فعاليات ثقافية وفنية متنوعة.

كيف حال مكتب عنبر اليوم؟

منذ عام 2012 وحتى اليوم، افتتحت محافظة دمشق مركزاً لخدمة المواطن في مكتب عنبر، ضمن مشروع تطوير الخدمات في المدينة القديمة، وبات يُعنى بتقديم معاملات الترخيص، القيود، الشكاوى، السجلات الإدارية، ويختص بالمباني الواقعة داخل سور دمشق القديمة وخارجها، بما في ذلك المعالم التاريخية والأثرية، ولا يوجد فكرة حتى اللحظة إن كان سيعود إلى سابق عهده صرحاً تعليمياً شامخاً، أو حتى مزاراً سياحياً!

اقرأ أيضاً: الجامع الأموي: الشاهد الدمشقي الخالد على الحضارة الإسلامية

عمارته وبناؤه

كما هو حال معظم البيوت الدمشقية العريقة، يعدّ مكتب عنبر نموذجاً مميزاً في العمارة التقليدية، يمتدّ هذا المبنى على 5000 متر مربع، ويحتوي على أربعين غرفة موزعة على طابقين.

يُقسم المكتب إلى أربعة أقسام رئيسية، كل قسم يحيط به باحة ديار جميلة، والجدران مزخرفة بزخارف عربية رائعة، من الرخام والأحجار الملونة الصغيرة التي تم رصفها في أشكال هندسية بديعة، أما الأرض فمفروشة بالرخام المفصص، لتجعل من المكان لوحة فنية منسقة ومتناسقة.

وفي الباحات، أينما نظرت كنت سترى الأشجار المزهرة وأشجار الليمون والنارنج والكبّاد التي تعطّر المكان، وبحرة رخامية تتوسط إحدى الباحات، محاطة بعريشة رقيقة تتفرع أغصانها لتشكل قبة ساحرة تعلو البحرة.

ومن ناحية الشمال من الباحة، يمتدّ إيوان شاسع يرتكز على أعمدة رخامية رائعة، تتصدره قاعة فسيحة يمكن الدخول إليها من باب أنيق زُيّن إطاره بالمرمر، أما الباحة الأخرى فقد تم إحاطتها بغرف واسعة جدرانها مطعمة بالرخام والمرمر، وكأنك دخلت إلى متحف فني، وليس إلى مكان كان يوماً مخصصاً لصفوف التدريس والتي كانت تتسع لأكثر من مئة طالب.

ولتكتمل جمالية المكان، يقبع الحمام الدمشقي في زاوية الدار، ويضم ردهة تعلوها قبة أنيقة، مزينة بالعديد من القبيقات الزجاجية التي تمنح المكان إضاءة طبيعية ساحرة، ويوجد داخل الردهة ثلاثة أجران رخامية كبيرة، أما في الشرق منها فكان يوجد الموقد الذي كان يدعى “الأميم”.

أما عناصره الزخرفية فقد شهدت على عبقرية العمارة الدمشقية الممتزجة بين الثقافتين العربية والأوروبية، إذ تتجلى في زواياه المشربيات الخشبية الدقيقة، والعمارة الأبلقية بالأحجار الملونة المتناسقة، وزخارف “الدامسكو” الفريدة، مع لمسات من الطراز الأوروبي مثل أسلوب “الروكوكو” المميز.

وقال ظافر القاسمي في وصف المكان:

مكتب عنبر

“وكان بناء المدرسة دمشقياً عتيقاً، أنشأه رجل يهودي اسمه (عنبر)، فغلب اسمه على اسم المكتب..

في البناء باحات، وفيه بحرات، وفيه أشجار حوضية، وأشجار تزيينية، وفيه الأقواس الشامية التي انتقلت إلى الأندلس، فأصبحت طابعها المميز، وفيه الإيوان، وفيه الغرف التحتية، والغرف الفوقية..

اتخذت السفلى قاعات للتدريس، واتخذت العليا مهاجع يرقد فيها الطلاب الداخليون، وكنا نسميهم (الليليين)..

وكان الطلاب كافة، يقيمون في بيوت شبيهة بهذا البناء، شيئاً قريباً أو بعيداً. فكانوا إذا انتقلوا من بيوتهم إلى المكتب لم يشعروا أنهم قد اغتربوا، أو فارقوا العش الذي نشؤوا فيه..

وتلك ناحية ما كنا نعرها اهتماماً ملحوظاً. أما اليوم فإني أُسرّح بصري في هذا الماضي، فأرى أنها من النواحي الهامة التي شاركت في بناء الجيل، وتكوين نفسيته، وتشكيل عقله وقلبه”.

واليوم، لا زال البناء يمتاز بطابعه الأصلي، فلم تمسّه العوامل الطبيعية، وحتى الترميم لم يغيّر من معالمه الفريده.

اقرأ أيضاً: ما السرّ وراء عشق السوريين لـ«صابون الغار الحلبي»؟

في زمننا هذا هل نحتاج لإعادة إحياء مكتب عنبر؟

إنه سؤال يخطر في ذهن أي شخص يقرأ قصة مكتب عنبر، وبالطبع نحن بحاجة ماسّة لإعادة إحياء هذا الصرح التعليمي العريق، ليس بشكله وعمارته فهي موجودة حتى اليوم، بل بمعناه الجوهري وروحه ونفسه الطويل… نحن لا نبحث عن جدران وأبواب تعود إلى قرون خلَت، ولكننا بحاجة لإنعاش فلسفة تعليمية كان لها وزنها، وروح حقيقية كانت تملأ المكان وتمنحه دوره الحقيقي في صياغة الإنسان، هذا الإنسان الذي يحلم بأن يغيّر العالم، ويقضي على الظلم ويرنو إلى المساواة…

نعم مرة أخرى، نحتاج إلى مكتب عنبر جديد، يعيد للتعليم مكانته كرسالة سامية، وللمُعلّم هيبته كقائد، وللطالب احترامه كحالم طموح… ليس كمدارس اليوم، حيث لا يوجد مبادئ أو منطق أو احترام أو حتى تعليم! نحتاج إلى مؤسسات تعليمية تشدّ الجهل من أذنه وترميه خارج هذه البلاد التي تستحق أن تكون أفضل مكان بقدرات أبناءها، ولكن أيمّا حلمٍ هذا!

في زمن الحرب والجوع والشاشات والذكاء والاصطناعي والجهل الذي يتشبث بيديه وأسنانه في عقول جيل كامل، نحتاج حقاً إلى رائحة شجرة ياسمين واحدة في باحة المدرسة، إلى شجرة نسند ظهرنا إليها ونحن نقرأ كتاباً لا يطلبه الامتحان، إلى نوافذ مفتوحة على العالم، وليست مغلقة في شاشة صغيرة… نحتاج إلى مكتب عنبر.

بقلم: لمى ابراهيم

TAGGED:آثار دمشقتراث دمشقدمشق القديمةمكتب عنبر
Share This Article
Facebook Email Print
Previous Article لا تحتاج سوى 5 دقائق.. سوريا تعرض صفقة تاريخية على ترامب! لا تحتاج سوى 5 دقائق.. سوريا تعرض «صفقة تاريخية» على ترامب!
Next Article «تغريبة جامعية» تثير جدلاً كبيراً.. وقرار هام من وزارة التعليم! «تغريبة جامعية» تُحيي النقاش حول التعليم الرقمي في سوريا
Leave a Comment

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا

اعثر علينا على الوسائط الاجتماعية
FacebookLike
XFollow
PinterestPin
WhatsAppFollow

النشرة الأسبوعية

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على أحدث مقالاتنا على الفور!
[mc4wp_form]
أخبار شعبية

حرب أوكرانيا وجهة جديدة لـ”مرتزقة” سوريين

msaad37222
msaad37222
5 مارس 2022
الأردن يعلن إحباط محاولتي تسلل وتهريب مخدرات من سوريا
اتهامات للتجار بتسعير بضائعهم على دولار بـ 4000 ليرة
مخيم اليرموك يعاني من الفلتان الأمني والتعفيش رغم عودة الأهالي
بسام مقداد: “إنزال” روسي في دمشق

قد يعجبك أيضاً

صيدنايا: مدينة القداسة والتاريخ.. لا سجن الرعب والدماء!

صيدنايا: مدينة القداسة والتاريخ.. لا سجن الرعب والدماء!

12 مايو 2025
اختبارات مضللة وأدوية لا تنفع: هل نعالج ارتفاع ضغط الدم بطريقة خاطئة؟

اختبارات مضللة وأدوية لا تنفع: هل نعالج ارتفاع ضغط الدم بطريقة خاطئة؟

10 مايو 2025
رحلة تطور الزي السوري من الشروال إلى الجينز!

رحلة تطور الزي السوري من الشروال إلى الجينز!

17 أبريل 2025
من بداية خجولة إلى القمة: كيف أصبحت الدراما السورية سيدة الشاشات؟

من بداية خجولة إلى القمة: كيف أصبحت الدراما السورية سيدة الشاشات؟

10 أبريل 2025
سوريا اليوم 24 - سوريا لكل السوريينسوريا اليوم 24 - سوريا لكل السوريين
Follow US
© جميع الحقوق محفوظة لـ ( سوريا اليوم 24 ) | سوريا 2025
Welcome Back!

Sign in to your account

Username or Email Address
Password

Lost your password?

X