الاثنين 12 شباط/فبراير 2024
سوريا اليوم – دمشق
أثار ظهور الشيخ إبراهيم الهفل، شيخ قبيلة “العكيدات” من داخل مضافة شيخ قبيلة “المراسمة” فرحان المرسومي في دمشق، جملة من التكهنات حول مدى ارتباط الحراك العشائري ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بالحكومة السورية في دمشق.
ويثير موقع “المدن” الإخباري اللبناني هذه التساؤلات، لأن المرسومي يعدّ من أبرز الموالين لنظام دمشق، وتربطه علاقات اقتصادية قوية بالحرس الثوري الإيراني شمال شرق سوريا.
ظهور مختلف
وقاد الهفل حراكاً عشائرياً من أبناء قبيلته والقبائل الأخرى في دير الزور وشرق الفرات ضد “قسد”، بدءاً من أواخر آب/أغسطس، من معقله في بلدة ذيبان. واستطاعت العشائر السيطرة على الريف الشرقي للمحافظة بشكل شبه كامل، قبل أن تستعيد “قسد” السيطرة عليها إضافة إلى معقل الهفل.
ولايزال الحراك العشائري ضد “قسد” مستمراً لكنه بات أقرب إلى حرب عصابات، يتثمل بضرب حواجز ومواقع في ريف ديرالزور الشرقي، ثم الانسحاب بعد إيقاع خسائر بشرية في صفوف “قسد”، إضافة لعمليات اغتيال وخطف كان آخرها العثور على 5 جثث لعناصر من “قسد” الجمعة، في بلدة الشعفة في ريف ديرالزور، حيث نسب الهجوم إلى عناصر العشائر.
ولم يغِب الهفل عن الظهور في مقاطع مصورة وصور بلباسه الميداني إلى جانب مقاتلين من العشائر منذ هزيمته في ذيبان، وكذلك يبثّ مناصروه بين الحين والآخر تسجيلات صوتية يعلن فيها تارة تشكيلات جديدة لمحاربة “قسد”، وتارة أخرى يؤكد استمرار الحراك حتى استرجاع حقوق العشائر العربية المسلوبة.
لكن الظهور الأخير من مضافة الشيخ فرحان المرسومي من داخل دمشق، أثار جملة من التكهنات حول طبيعة علاقة الحراك العشائري بقيادة الهفل بالنظام السوري ودعمه له، لا سيما أن قسد دأبت على ترويج هذه الاتهامات منذ بداية الحراك العشائري الذي أطلق شرارته اعتقال الأخيرة لقائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل (أبو خولة) ومناصريه في تموز/يوليو 2023.
قائد أمر واقع
ويعتبر المحلل السياسي من ديرالزور، فراس علاوي، أن ظهور الهفل من داخل مضافة المرسومي في دمشق، هو “أمر طبيعي” ذلك أن الهفل ليس له موقف معارض لدمشق وليس محسوباً كذلك على المعارضة أو أي جهة أو تيار آخر، موضحاً أن اختياره لقيادة الحراك العشائري جاء لكونه أكثر المتعاونين مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية الذي يسيطر على المنطقة.
ووصف علاوي في حديث لـ”المدن”، الهفل بقائد “الضرورة” و”الأمر الواقع”، لأنه مقبول من جميع الأطراف، حتى “قسد”، والتي لا تستطيع الضغط عليه بقوة لأن التحالف الدولي قبل به كقائد أمر واقع.
ويرفض علاوي حتى الآن الاتهامات التي تربط الحراك العشائري بحكومة دمشق، لأن من قاموا به كانوا ضده وضد “قسد” في الوقت ذاته، مشيراً إلى أن اختيار الهفل من قبلهم لقيادة الحراك لا يعني ارتباطه بالنظام السوري، وأن ظهوره من دمشق، لن يزيد زخم الحراك المستمر، وكذلك لن يضعفه، لكنه توقّع أن يخفّ تأثير الهفل على من حوله بسبب هذه الزيارة.
ويرجع سبب اختيار الهفل لقيادة الحراك العشائري إلى جملة من الأسباب أبرزها أنه يمثل الواجهة الاجتماعية التي لها تواصل مع التحالف، وأن الحراك كان شبه محصور بقبيلة “العكيدات” والهفل هو شيخهم، إضافة لوجود أشخاص مستفيدين من تصدّره للواجهة بما في ذلك القريبين من النظام السوري، حسب علاوي.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.
