تستعد سوريا للمشاركة في بطولة العالم للناشئين للتايكوندو، المقرر إقامتها في الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 10 إلى 14 من الشهر المقبل. وتأتي هذه المشاركة الثانية للرياضة السورية في المحافل العالمية بعد أول ظهور عام 2015.
وفي تصريح خاص لوكالة”سانا“، أكد شريف ديركي، رئيس الاتحاد السوري لـ التايكوندو، أن الوفد السوري سيشمل عدداً من اللاعبين الواعدين في رياضة التايكواندو، وسيشارك أيضاً في اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد العالمي للتايكوندو، بالإضافة إلى الاجتماع الفني المخصص لرؤساء الوفود قبل انطلاق المنافسات.
تحضيرات مكثفة لاستضافة البطولة السورية الدولية لـ التايكواندو
كشف ديركي عن التحضيرات الجارية لتنظيم بطولة دمشق المفتوحة المقررة في أغسطس المقبل، والتي تحظى باعتراف الاتحاد العالمي للتايكوندو وتعد مؤهلة مباشرة لأولمبياد لوس أنجلوس 2028. ومن المتوقع أن تشهد البطولة مشاركة واسعة من لاعبين عرب ودوليين، مع ضمان أعلى معايير التنظيم بالتعاون بين وزارة الرياضة والشباب واللجنة الأولمبية السورية.
وأضاف ديركي: “نسعى من خلال هذه البطولة إلى تعزيز مكانة الرياضة السورية وإبراز التطور الكبير الذي تشهده لعبة التايكوندو محليا، فضلا عن تعزيز التبادل الخبرات مع المنتخبات الآسيوية والعالمية“.
تمثل مشاركة سوريا في بطولات التايكواندو الدولية قصة كفاح وتميز، ومنذ تشكيل الاتحاد العام الرياضي في سوريا في 1971، كان من مهامه الإشراف على لعبة التايكوندو وتطويرها عبر الاتحاد الفرعي الخاص باللعبة، ليبدأ بعدها اللاعبون السوريون في الظهور على الساحة الدولية، محققين نتائج مشرفة رغم التحديات.
في الثمانينيات والتسعينيات، برزت سوريا في البطولات العربية والإقليمية، حيث حصد لاعبوها ميداليات متعددة في دورة الألعاب العربية وبطولة آسيا. وكانت مشاركة سوريا في أولمبياد سيدني 2000 علامة فارقة، حيث مثلها اللاعب مجد الدين غزال كأول لاعب تايكواندو سوري في الأولمبياد.
رغم الصعوبات التي واجهتها سوريا بسبب الأزمات، إلا أن التايكواندو ظل أحد الرياضات التي تحقق إنجازات مشرفة، مما يعكس إصدار اللاعبين السوريين وتفانيهم في تمثيل بلدهم. وتظل الآمال معقودة على المواهب الشابة لمواصلة هذا الإرث في المستقبل.
اقرأ أيضاً: المنتخب السوري لكرة القدم: مشاكل يجب حلها للتأهل لنهائيات آسيا 2027!
تطوير البنية التحتية لاستضافة المعسكرات التدريبية
في سياق متصل، أشار المسؤول السوري إلى العمل الجاري على تأهيل الأكاديمية الوطنية للتايكوندو وتجهيزها بأحدث المعدات، لتكون منصة تدريبية متكاملة للمنتخبات الوطنية واستضافة المعسكرات التحضيرية، في خطوة تهدف إلى الارتقاء بمستوى اللعبة وخلق جيل جديد من الأبطال القادرين على تمثيل سوريا في المحافل الدولية.
تستحق رياضة التايكواندو في سورية نقلة نوعية خلال السنوات القادمة لتعود إلى منصات التتويج الدولية، وهذا يتطلب خطة استراتيجية تشمل عدة محاور أساسية. أولاً، الاهتمام بالقاعدة العريضة من خلال تطوير أكاديميات الناشئين في المحافظات السورية كافة، مع توفير مدربين مؤهلين وبرامج تدريبية معتمدة عالمياً. وثانياً، الاستثمار في البنية التحتية بتجهيز صالات متخصصة مجهزة بأحدث المعدات، وخصوصاً في المناطق النائية لرعاية المواهب المدفونة.
اقرأ أيضاً: المنتخب السوري لكرة القدم: مشاكل يجب حلها للتأهل لنهائيات آسيا 2027!
كما يجب تعزيز الاحتكاك الدولي عبر مشاركات خارجية مكثفة للمنتخبات السورية في البطولات الآسيوية والعالمية، وإقامة معسكرات تدريبية مشتركة مع فرق رائدة. ولا ننسى أهمية التنظيم المحلي بإقامة دوريات منتظمة ومسابقات تحفيزية للشباب، مع رفع مستوى الحكام عبر دورات تدريبية مكثفة.
وأخيراً، دعم الأبطال من خلال رعاية حكومية وخاصة تضمن استمرارية تدريب اللاعبين الواعدين، مع إطلاق حملات إعلامية ترويجية تزيد من شعبية الرياضة. بهذه الركائز، يمكن للتايكواندو السوري أن يخطو بثقة نحو مستقبل مشرق، ويعيد أمجاد الأبطال الذين أبهروا العالم سابقاً. فالاستثمار في الرياضة اليوم هو استثمار في صحة المجتمع وسمعة الوطن غداً.
اقرأ أيضاً: بين نظام قديم وآخر جديد: ما الذي يحتاجه المنتخب السوري لتحقيق آماله!