الخميس 22 كانون الأول/ديسمبر 2022
سوريا اليوم – دمشق
“أبسط وأرخص زينة للشجرة تعادل راتب زوجي”، بهذه الكلمات بررت ماريتا أسباب عودتها من السوق إلى منزلها في حي العوينة في مدينة اللاذقية دون شراء زينة لشجرة عيد الميلاد (الكريسماس).
ارتفاع أسعار الزينة أمر غير مقبول بالنسبة لماريتا (36 عامًا، تحفظت على ذكر اسمها الكامل)، إذ اعتبرتها مبالغًا فيها، كونها مصنوعة من البلاستيك ومن أبسط أدوات الطبيعة، بحسب تحقيق نشره موقع “عنب بلدي” الإخباري السوري (معارض) اليوم الخميس.
وأجرت السيدة حسبة بسيطة لتكتشف أنها بحاجة إلى حوالي 115 ألف ليرة سورية لتزيين شجرة الميلاد في منزلها، إذ يبلغ سعر ست كرات زينة 15 ألف ليرة سورية، الأمر الذي دفعها للعزوف عن الشراء كون راتب زوجها يبلغ 160 ألف ليرة سورية وهو موظف في مؤسسة حكومية.
رغبة ماريتا بخلق جو من الأمل والسعادة في منزلها لم تتحقق، وقالت لعنب بلدي إن سعر الزينة البالغ 115 ألف ليرة لم يتضمن سعر أشرطة إضاءة لأن واقع الكهرباء “سيئ جدًا”، ويصل التيار الكهربائي في أفضل أحواله من ساعة ونصف إلى ساعتي وصل، وينقطع فيما تبقى من ساعات اليوم.
حالة ماريتا مشابهة لحالة نور (29 عامًا، تزوجت منذ أشهر) والتي لم تستطع شراء شجرة ميلاد لأن أسعارها مرتفعة.
وذكرت نور لعنب بلدي أن سعر أصغر شجرة يبلغ 150 ألف ليرة سورية، ويصل إلى 400 ألف ليرة مع الزينة.
شراء الشجرة في الظروف الاقتصادية المتردية صار أمرًا ثانويًا، بحسب نور، رغم ما يحمله وجود الشجرة في المنزل من طقوس فرح وأمل وتعبير عن بدء سنة جديدة بتفاؤل وسعادة، عدا عن كونها عادة موروثة في كل منزل في منطقتها في شارع “الأمريكان” وسط مدينة اللاذقية.
الأمر لا يقتصر على مدينة اللاذقية إذ تشهد سوريا واقعًا اقتصاديًا مترديًا وأزمة اقتصادية خانقة ارتفعت حدتها منذ شهرين بسبب أزمة المحروقات في تلك المناطق، أثّرت على قطاعات عديدة وأحدثت شللًا فيها، وسط غياب الإجراءات الحقيقية لتخفيف وطأتها على المواطنين.
وانخفضت قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي مسجلة أرقامًا قياسية، وبحسب موقع “الليرة اليوم“، المتخصص بأسعار صرف العملات الأجنبية، وصل سعر مبيع الدولار إلى 6230 ليرة سورية، وسعر شرائه إلى 6300 ليرة.
وتشهد حركة شراء شجرة الميلاد والزينة ضعفًا شديدًا في أسواق مدينة طرطوس، وطلبًا قليلًا بسبب ارتفاع أسعارها من جهة ولضعف القدرة الشرائية للمواطن من جهة ثانية، وفق ما ذكرته صحيفة “الوطن” المحلية، في 15 كانون الأول/ديسمبر الحالي.
وباتت معظم العائلات تورث شجرة الميلاد لغلاء ثمنها حاليًا وقلة جودتها، ويجري شراء الزينة بالقطعة اليوم بينما سابقًا كانت بالكمية.
وقالت الصحيفة إن الأسعار ارتفعت عن السنة الماضية بنسبة 20% فقط، وإن أسعار الأشجار تتراوح بحسب الأحجام وثمن الشجرة الصغيرة 35 ألف ليرة سورية، بينما يبلغ ثمن الشجرة الكبيرة بطول 210 سنتمترات 700 ألف ليرة سورية، وهناك أنواع أخرى بثمن 500 ألف ليرة، وتتراوح زينة الشجرة بين ألفي ليرة للصغيرة و25 ألفًا للكبيرة.
وتعتبر شجرة الميلاد المزينة من الرموز الاحتفالية التي تعبر عن الفرحة والبهجة والتي يبدأ العديد في تزيينها منذ بداية شهر كانون الأول من كل عام.
ويترافق عيد الميلاد وهو تذكار ميلاد السيد المسيح، مع تقاليد عدّة أبرزها تزيين شجرة الميلاد والمغارة، وتوضع الشجرة للتزينّ في البيت في الفترة التي تسبق العيد.
وتوجد روايات عديدة تتحدث عن شجرة عيد الميلاد ورمزيتها وتعبر في الكثير من الثقافات على الأمل والبهجة والفرح، وفي عام 1982 وضعت أول شجرة عيد ميلاد في ساحة القديس بطرس الواقعة أمام كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان في العاصمة الإيطالية روما.
ولا يقتصر وضع الشجرة على المسيحيين في سوريا، وتضع العديد من العائلات شجرة الميلاد باختلاف تبعيتها الدينية والمذهبية، مع تتعدد مكونات النسيج الاجتماعي في سوريا.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.
