الخميس 15 نيسان/أبريل 2021
سوريا اليوم – واشنطن
تحدث تحليل لمعهد واشنطن الأمريكي، عن التغلغل الإيراني في العشائر العربية المتواجدة في سوريا على مختلف الأصعدة (عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا)، بحسب ما ترجم ونقل موقع عنب بلدي.
وساعد التوتر بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) صاحبة النفوذ في شمال شرقي سوريا والمدعومة من التحالف الدولي، والعشائر العربية في المنطقة، على زيادة النشاط الإيراني ومحاولة كسب العشائر إلى صفها، وقف الدراسة.
وذلك يمكن أن يعطيها “موطئ قدم في المنطقة ربما يكون قد أصبح مستدامًا إلى حدٍّ كبير”، ما يجعل التخلص من النفوذ الإيراني شمال شرقي سوريا، يتطلب عملًا على كافة الصعد “الاجتماعية والعسكرية والمالية”.
على الصعيد العسكري
التواجد العسكري لإيران في شمال شرقي سوريا مهم لها على الصعيد الاستراتيجي، فمحافظة الرقة هي صلة الوصل بين محافظة حلب ودير الزور والحسكة، كما أن دير الزور والحسكة لهما أهمية من الناحية الاقتصادية، نتيجة تواجد معظم آبار النفط في هذه المناطق.
يعتبر “لواء الباقر” الذي يتألف معظمه من أبناء قبيلة “البقارة”، أقوى الميليشيات العشائرية المدعومة من إيران، ويتركز في دير الزور وحلب، وفق التحليل.
وفي الحسكة تدعم ميليشيا “المغاوير” العشائرية العاملة ضمن “الدفاع الوطني” الرديف لجيش النظام، والذي أنشأ هذه الميليشيا هو محمد الفارس أحد مشايخ قبيلة طيء العربية.
كما تتواجد ميليشيا “قوات مقاتلي العشائر”، في الرقة تحت قيادة أحد مشايخ عشيرة البوحمد، تركي البوحمد، وتتكون من نحو 800 مقاتل.
ولا تشتبك هذه الميليشيات مع “قسد” إلا أن إيران تعدها لأي انسحب أمريكي من المنطقة، لتسيطر على المنطقة على حساب “قسد” حسب الدراسة.
ترميم أضرحة واستكمال محاولات التشيع
مساعي إيران في شمال شرقي سوريا تعود إلى ما قبل 2011، إذ عملت على ترميم عدة أضرحة شيعية قديمة في سوريا من أجل استخدامها لنشر التشيع بين العشائر خاصة في دير الزور.
كما بنت مقامًا شيعيًا على ضريحَي الصحابيين عمار بن ياسر وأويس القرني في الرقة، واستغلت المقامين في نشاطاتها الدينية، وفق التحليل.
وأنشأت إيران روابط مع شخصيات عشائرية عبر الدبلوماسية، إذ دعت زعماء العشائر السورية إلى زيارة طهران وأجرت معهم محادثات في عدة مناسبات.
كما دعت بعض مشايخ العشائر المنشقين عن النظام منذ 2011، إلى العودة إلى مناطق سيطرة النظام، وأعطتهم الضمانات بأن النظام سيعفو عنهم، ومنهم نواف البشير من البقارة، الذي عمل بعد عودته إلى صفوف النظام على تجنيد أبناء عشيرته في “لواء الباقر”.
وعززت إيران تواجدها عبر تقديم مساعدات لأهالي المنطقة، إذ توجد أكثر من 12 “جمعية خيرية” في المنطقة، منها جمعية “جهاد البناء” التي تعمل على إعادة تأهيل المدارس والمستشفيات، إلا أن إيران لم تتوسع في نشاط تقديم المساعدات في محافظتي الرقة والحسكة بسبب تواجد “قسد”.
وتسيطر “قسد” على معظم محافظة الحسكة باستثناء المربع الأمني وسط المدينة الخاضع لسيطرة النظام.
بينما تعتبر الرقة إلى عاصمة لـ “الإدارة الذاتية” في شمال وشرقي سوريا، و تحوي على المقر الرئيس لـ”المجلس التنفيذي” و”المجلس التشريعي” و”مجلس سوريا الديمقراطية”، ومؤسسات أخرى تعد الركيزة الأساسية في الهيكلية التنظيمية والمدنية لـ”قسد”.
أما قوات النظام تسيطر على عدة مناطق في ريف الرقة، منها بلدة الرصافة ومدن معدان والسبخة، إضافة إلى بلدة عين عيسى ضمن تفاهمات مع “قسد”.
وتتقاسم “قسد” مع النظام السيطرة على محافظة دير الزور، إذ تتواجد “قسد” شرقي نهر الفرات، بينما تعتبر البوكمال أبرز معاقل التواجد الإيراني في المحافظة.
ويحاول النظام و”قسد” إلى جانب القوى الأجنبية المسيطرة في سوريا، كإيران والولايات المتحدة وروسيا وتركياـ استمالة العشائر العربية في المنطقة.
وتنظر مختلف القوى إلى العشائر على أنها فرصة لتوسعة النفوذ والتغلغل أكثر، إلى جانب التحركات العسكرية.
الباحث في التاريخ الاجتماعي والسياسي السوري وابن مدينة القامشلي مهند الكاطع، قال في حديث سابق إلى عنب بلدي، إن التعويل على المجتمع العشائري ومحاولة كسب وده من قبل جميع الأطراف بما فيها النظام، لم ينقطعا في شرق الفرات.
وأوضح مهند الكاطع أن أكثر طرف نجح في استمالة العشائر، وبعبارة أدق “مقاتلين من أبناء العشائر”، هي “قسد”، مستغلة الظروف المادية لأهالي المنطقة.
ومن الممكن أن تكون التحالفات مثمرة، وفق الكاطع، إذا كانت جدية وتوفر البديل المادي للعشائر يغنيها عن الانضمام لـ”قسد”، معتبرًا أن نجاحها يتوقف على شكل وطبيعة التنسيق والإشراف من قبل القوى التي تريد إنشاء هذه التحالفات بشكل كامل.
