كرة القدم، تجارة امتاع البشر. هي الدافع الرئيسي بعد المال لجعل الكرة الأرضية تدور حول نفسها كل يوم، اللعبة الأكثر شعبية في العالم ومن أكثر الرياضات حالياً صناعة للأموال أيضاً. ازدهرت الأعمال التجارية في هذه اللعبة بشكل ملحوظ وبدأت أموال الاستثمارات تضخ فيها في آواخر القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين. هذا النمو المالي الضخم بدأ مع مع عوامل مثل بداية حقوق البث التلفزيوني، زيادة التسويق التجاري، وتدفق الأسهم الخاصة خاصةً في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين. لكن يبقى السؤال الأهم، داخل إمبراطوريات أندية كرة القدم كيف تتم عملية صنع الأموال هذه وكيف تحصل هذه الأندية على تمويلها الخاص بشكل السنوي.
مبيعات التذاكر ومبيعات يوم المباراة: مورد أساسي لـ أندية كرة القدم!
تعتمد الكثير من الأندية في كرة القدم على تمويلها الخاص من هذه الناحية وخاصة أندية كرة القدم المتواضعة مثل أندية منتصف الجدول أو الأندية التي تنافس في كل موسم على البقاء في دوريات الأضواء. فتعتمد هذه الأندية على مبيعات التذاكر وإيرادات أيام المباراة لتوفير التمويل اللازم لها، يشمل هذا الأمر مبيعات التذاكر على أرضها، التذاكر الموسمية، والخدمات المقدمة في أيام المباريات مثل بيع الأطعمة والمشروبات من المرافق المخصصة في الملعب، وبيع السلع، وحتى آجار مواقف السيارات.
يعد هذا الأمر تدفق نقدي فوري ل أندية كرة القدم بدره لأرباح مالية فورية خاصةً في أيام المباريات الكبرى. كمثال على ذلك، حقق نادي برشلونة الإسباني إيرادات إجمالية قدرها 162.47 مليون جنيه إسترليني من أيام المباريات في عام 2023، بمتوسط مالي مقداره 6.5 مليون جنيه إسترليني من كل مباراة يلعبها الفريق على أرضه. كما أنه بيع البضائع يعد فرصة استثمارية مميزة أيضاً من متاجر النادي مقل الهدايا التذكارية وغيرها من الأمور.
اقرأ أيضاً: نادي برشلونة يزور شمال شرق سوريا ويفتتح مشاريع فيها!
حقوق البث التلفزيوني
تتفق الأندية وجهات البث الضخمة لبث المباريات على التلفزيون بشكل عالمي، ويمكن تقسيم هذه الحقوق لحقوق بث محلية ودولية. تعد هذه الطرق واحدة من أهم طرق ربح الأندية الكبرى. على سبيل المثال، حقق الدوري الإنجليزي في موسم 2022-2023 (وهو الدوري الأعلى مشاهدة في العالم) أكثر من 3.2 مليار جنيه إسترليني من حقوق البث التلفزيوني. وتجلب هذه العملية قاعدة جماهيرية أوسع كل عام لمختلف الأندية خاصةً مع الاهتمام المتزايد بهذه اللعبة حول العالم.
عقود الرعاية والإعلان: اللعبة الأكبر!
في أيام متابعتك لكرة القدم، ستشاهد بكل تأكيد أسماء لشركات تعرفها جيداً على قميص فريقك المفضل. للحقيقة هذا الأمر ليس للفائدة التجميلية أو للفت النظر، بل يعد واحد من أبرز طرق تحقيق الأرباح السنوية للأندية، يمكن للإعلانات أن تدر أموالاً طائلةً على الأندية، على سبيل المثال وقع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي عقداً إعلانياً جديداً مع عملاق الرياضة والمنتجات الرياضية أديداس Adidas بصفقة جديدة وصلت قيمتها إلى 900 مليون جنيه إسترليني.
ومايميز طريقة الربح هذه مرونتها وعدم وجود قيود لها، بحيث يمكن للأندية إبرام أكثر من اتفاقية رعاية مع رعاة مختلفين. منذ عام 2017 حققت رعاية قمصان الدوري الإنجليزي الممتاز ما يقارب 10 ملايين جنيه إسترليني.
لكن في نفس الوقت، تحتاج الأندية وخاصة الكبرى لعلامات تجارية قوية وتمتلك سوق تسويقي كبير للحصول على أكبر فائدة مالية.
اقرأ أيضاً: بين نظام قديم وآخر جديد: ما الذي يحتاجه المنتخب السوري لتحقيق آماله!
مبيعات اللاعبين وسوق الانتقالات الموسمي
تتحول سوق الانتقالات إلى ساحة حيوية تتنافس فيها الأندية لتعزيز مواردها المالية وقدراتها الفنية. فمن خلال عمليات البيع والشراء، تتحقق أرباح كبيرة ترفد خزينات الأندية، فضلاً عن إعادة تشكيل فرقها بشكل يحقق الطموحات.
ومن أبرز مزايا هذه السوق قدرتها على تحقيق عوائد مالية خيالية في بعض الأحيان، كما حدث مع نادي ليفربول الذي استثمر مبلغاً زهيداً نسبياً في صفقة فيليب كوتينيو، ليجني لاحقاً ربحاً خيالياً عند بيعه. كما تتيح هذه السوق للأندية مرونة كبيرة في إعادة هيكلة فرقها، حيث يمكن استبدال العناصر أو تعزيزها بما يخدم الخطط الفنية والاستراتيجية.
ولا تقتصر الفوائد على الجانب المالي فقط، بل تمتد إلى استثمار المواهب المحلية، حيث تبرز بعض الأندية في تنمية المواهب الشابة وبيعها بأسعار تضمن عوائد مجزية، كما هو الحال مع تشيلسي الذي حقق إيرادات ضخمة من بيع منتجات أكاديميته.