قلعة صخد شامخة في قلب السويداء كتحفة تاريخية محفوره بحضارة عريقة وتاريخ عظيم، وتعتبر من أبرز المعالم السياحية في سورية، وتجمع ما بين العمارة القديمة وعظمة الهندسة العمرانية.
وتستقطب الزوار لاكتشاف أسرارها التاريخية واكتشاف جمالها الفريد الذي يسحر كل زائر ويجعله يعيش الحقبة الزمنية التي كانت تتسيد فيها هذه القلعة المشهد.
موقع وتاريخ قلعة صلخد
يبدأ تاريخها مع وصول الأنباط إليها، ومن بعدها حصن حقيقي بعد ذلك بعدة قرون من قبل السلطان الفاطمي المستنصر بالله، ثم وقعت تحت السيطرة السلجوقية، ثم العثمانية ثم الفرنسية قبل الاستقلال.
ويقول المؤخرون في إحدى الروايات أن من بناها هو الحاكم الفاطمي المستنصر في العام 1703 للهجرة، ومن أبرز الشخصيات التي تعاقبت على حكم القلعة السلجوقي “تتش”.
هي قلعة ضخمة في محافظة السويداء في سوريا، تقع على ارتفاع 1450 متر عن سطح البحر على تل بازلتي .
مشرفةً على كل المناطق المحيطة بها، معتليه مدينة صلخد التي تشتهر باسم صرخد، وتتربع القلعة على قمة مرتفعة ترى كافة البلدات والمناطق ومرتفعات جبل العرب حتى حوران وترتبط مع المواقع الأخرى بشبكة من أبراج المراقبة.
وعلى الرغم من تاريخها العريق وقدمها إلى أنها ليست من أقدم القلاع في سوريا، فالأقدمية تعود إلى قلعة حلب إذ يعود تاريخها للألفية الثالثة قبل الميلاد.
اقرأ أيضاً: تدمر بين أنقاضها: ذاكرة حجرية تبحث عن حياة جديدة!
معالم قلعة صلخد
ويحيط بقلعة صلخد سوران متتاليان، أحدهما يشكل الجسم الخارجي للقلعة، بينما لم يتبقَ من الجدار الآخر إلا بعض البقايا في الجزء الجنوبي الشرقي.
وصمم النصف السفلي من هذه القلعة على شكل مثلث لحمايتها بسبب طبيعة موقعها فوق جبل، وتم نحت الأماكن المخصصة لرماة السهام في هذه القلعة بدقة عالية.
ومن أبرز معالمها المدماك الواصل بين الدعامة الحجرية وجدار القبو الشمالي، يقع في سطح القلعة، كما أنها تحتوي على ريش أصلية لا تزال في مكانها الأصلي بالرغم من الزمن الطويل الذي مر عليها، وهناك الكثير من الكتابات التي ظهرت في هذا الموقع التاريخي.
اقرأ أيضاً: السياحة الثقافية في سوريا والجذب الثقافي
بناء صلخد وسحر البازلت الأسود
تعتمد القلعة في بنائها على الحجر البازلتي الأسود، وهو جزء لا يتجزأ من هوية المنطقة الجغرافية، هذا الحجر معروف بصلابته الكبيرة وقدرته الفائقة على مقاومة عوامل التعرية.
الطراز العسكري الإسلامي هو ما اختاره البناؤون في تصميم القلعة، الذي ازدهر في العهدين الأيوبي والمملوكي، مع إضافة بصمات فنية مضافة بذكاء للتكيف مع التضاريس البركانية للطلة التي تُشرف عليها.
وقد كشفت أعمال التنقيب التي نفذتها دائرة آثار السويداء في الجهة الغربية من القلعة عن فتحة حجرية مربعة الشكل بقطر متر واحد، تؤدي من خلال أدراج وأبواب منحوتة بدقة إلى مجموعة من القبور المبنية بعناية تحت سطح الأرض، يعلوها محراب يتجه نحو الجنوب.
وقد تم العثور داخلها على شاهدة قبر نقشت عليها العبارة: “بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا قبر الأمير ناصر الدين بن الأمير سيف الدين قراجة”.
وقد أوضح الباحثون أن أعمال السبر التي نفذتها دائرة آثار السويداء داخل القلعة، وخاصة عند المقبرة المجاورة لها، نتج عنها اكتشاف تسع درجات حجرية بمحاذاة أحد جدران القلعة، من المرجح أنها تؤدي إلى الباب الرئيسي للقلعة.
ختاماً، قلعة صلخد عبارة عن قصة تاريخية تجسد عمق الحضارة السورية وهي شاهدة على عبقرية الإنسان وقدرته على الإبداع المعماري والتكييف مع التضاريس الجغرافية مهما كانت صعبة.
اقرأ أيضاً: سوريون يطالبون بالتصدي للتنقيب غير المشروع عن الآثار