مع هجرة السوريين ولجوئهم إلى بلدان أوروبية مختلفة، تنوعت أعمالهم ودراساتهم حتى تبوء بعضهم مناصب في المستشفيات والمراكز الحكومية، ومنهم الشاب السوري جعفر بمبوق الذي اختار السياسة طريقاً له.
استطاع الشاب السوري جعفر بمبوق أن يُحصّل مقعداً في مجلس نواب مدينة فيينا في النمسا بعد انتسابه لحزب الخضر عام 2017، وفي عام 2025 استطاع أن يجمع ثمار طريقه بهذا المقعد، ويقول جعفر أنه اختار السياسة كعمل له نتيجة خروجه من أسرة سياسية بحتة، بالإضافة إلى سماح حزب الخضر للمهاجرين والأجانب بالترشح إلى مجلس النواب.
لدى الشاب جعفر قائمة بأهم الخطط والمسؤوليات التي يريد العمل عليها، ويُعِد موضوع اللاجئين والجنسية في أعلى هذه القائمة، خصوصاً بعد اكتشافه أن 36% من المجتمع في فيينا ليس لديهم حق التصويت لأنهم أجانب وليس لديهم الجنسية، كما أنه يحث اللاجئين السوريين للاهتمام بالعمل السياسي كونهم يعيشون في تلك البلد، وأكد أنه يسعى لأن يكون مثال للراغبين بالعمل السياسي فلا يوجد سقف محدد للاجئ في هذا المجال.
صلاحيات السوري الحاصل على مقعد في البرلمان النمساوي
مع فوز الشاب السوري جعفر بمبوق في مقعد بمجلس نواب فيينا يفتح باب التساؤل عن صلاحياته، ومدى تأثيره في القرارات النمساوية، ويمكن القول أنه تتساوى حقوقه مع أي نائب نمساوي الأصل، فيتمتع بصلاحيات تشريعية ورقابية لكون المجلس الوطني النمساوي الهيئة التشريعية في البلاد.
وعلى ذلك يتمتع الشاب السوري جعفر بالحق في تقديم مشاريع القوانين ومناقشتها وطرحها للتصويت عليها، وهذا ما قد يستفيد منه السوريون والجالية العربية بالمجمل، فهناك العديد من القضايا الخاصة بهم والتي تحتاج لقوانين لتنظيمها من قوانين الجنسية ولم الشمل واللجوء وغيرها، وكذلك الحق في الرقابة على الحكومة وحجب الثقة عنها، بالإضافة إلى المشاركة في القرارات السيادية كالمشاركة في اتخاذ قرار الحرب أو عزل الرئيس، والأهم في ذلك الحق في تمثيل المواطنين السياسي ضمن دائرته مما يمكنه من نقل مطالبهم وإيصال صوتهم للحكومة.
ومن جانب آخر، تشير الإحصاءات حتى منتصف عام 2024 عن وجود 97.939 لاجئ سوري في النمسا، وهناك 32.286 طلب لجوء معلق، وهذه الأرقام تجعل من الجالية السورية الأكبر بين الجاليات العربية بالنمسا، وبين عامي 2015 و2024 هي أكثر فترة تم فيها تقديم طلبات اللجوء للنمسا، ما ضاعف أعداد اللاجئين السوريين إلى ثماني أضعاف.
اقتحم السوريون عالم السياسة الأوروبية في سنوات مختلفة، فبعضهم تبوء مناصب في البرلمان قبل الثورة السورية، وبعضهم توافق لجوءهم بسبب الحرب مع عملهم السياسي في تلك البرلمانات، وتعد ألمانيا من أكثر الدول التي أعطت السوريين حقوقهم في الترشح للانتخابات البرلمانية، ويمكننا هنا ذكر السياسي الكردي السوري جيان عمر الذي انتخب نائباً عن حزب الخضر في دائرة برلين الوسطى، ولمياء قدور الكاتبة والباحثة السورية الفائزة بمقعد في البرلمان عن حزب الخضر في مدينة ديسبورغ، ورشا نصر التي فازت بمقعد برلماني عن الحزب الاشتراكي الديموقراطي.
لا ينتهي تفوق السوريين في البلدان الأوروبية والعالم أجمع، وهذا إن دل على شيء فيدل على الإمكانيات الكبيرة للشباب السوري في إثبات الذات والنجاح.
اقرأ أيضاً: عدنان الحميدي طبيب سوري تحتفي به وسائل الإعلام الألمانية