مع عودة الرياضة السورية داخلياً إلى الحياة تدريجياً بعد الفترة المتوترة أمنياً التي تلت سقوط النظام السابق، ومع تعيين الحكومة الجديدة وتشكيل وزارة الرياضة والشباب السورية بهيكل داخلي جديد، بدأت أنظار المعنيين بالرياضة السورية تتجه إلى إيجاد الحلول المبدئية أو الامساك بطرف الخيط للبدأ بالعمل على أحياء النشاط الرياضي في البلاد بشكله الجديد بناءاً على أسس مختلفة عن ما كان به الواقع الرياضي في سوريا سابقاً.
وحالها حال الرياضات الأخرى في سوريا، عانت ألعاب القوى من الإهمال الكبير إن كان على المستويين الفردي أو الجماعي، في المنافسات الخارجية والداخلية أيضاً. لذلك، انطلاقاً من هذه المسؤولية، بدأ الاتحاد السوري لألعاب القوى العمل على النهوض بهذه الرياضة وتطويرها لمساعدة اللاعبين السوريين المقبلين على المشاركة بالاستحقاقات الدولية والإقليمية القادمة.
خطة التأسيس الجديد والنهوض بدأت مع انتخاب السيد محمد الضامن رئيساً لاتحاد ألعاب القوى بعد فوزه بالانتخابات التي جرت في مبنى وزارة الرياضة والشباب السورية في العاصمة دمشق.
الانتخابات جرت تحت إشراف إسماعيل المصطفى، مدير مكتب التنظيم ورئيس اللجنة العليا للانتخابات، وشهدت هذه الانتخابات منافسة بين إسماعيل المصطفى وسليمان حويلة إلى جانب 11 مرشحاً لعضوية مجلس الإدارة، بعد استبعاد عدد من المتقدمين لعدم استيفائهم شروط الترشح المناسبة لهذه العضوية.
خطة الضامن لتطوير ألعاب القوى السورية
أكد الرئيس الجديد لاتحاد ألعاب القوى السيد محمد الضامن أن الخطة السورية الجديدة لتطوير ألعاب القوى ستضع كل الأسس لإعادة أمجاد القوى السورية وإعادة وزنها على الساحتين العربية والعالمية، قائلاً: “نبدأ فعلياً من الصفر سواء من ناحية الكوادر الفنية أو الإدارية أو اللاعبين، وأولويتنا الآن هي التركيز على تطوير المواهب الناشئة، وتأهيل كوادر قوية من المدربين والحكام، وفقًا لخطط وبرامج الاتحاد الدولي لألعاب القوى“.
يخطط الاتحاد لإقامة بطولة دولية للناشئين والناشئات في تموز المقبل استعدادًا للمشاركة في البطولة العربية للناشئين التي ستقام في تونس أيلول المقبل. وأوضح رئيس الاتحاد أنه سيعطي كل خبرته الذي اكتسبها بهذه اللعبة خلال سنوات عمله في الكويت منذ عام 2006 لتطوير كل ما يلزم تطويره في هذه الرياضة.
اقرأ أيضاً: بين نظام قديم وآخر جديد: ما الذي يحتاجه المنتخب السوري لتحقيق آماله!
أعلن الضامن أنه قد أنهى عقده مع نادي القادسية الكويتي بالاتفاق المتبادل دون تجديد، مؤكداً تركيزه الكامل على مهامه كرئيسٍ لاتحاد ألعاب القوى، مع اتخاذه دمشق مقرًا رئيسيًا لإقامته.
وبخصوص الإستراتيجية المتبعة لإعادة هذه الرياضة إلى موقعها الريادي في سوريا، أوضح الضامن أن الاتحاد يواجه تحديات تتعلق بقلة المشاركات بسبب الظروف الراهنة، إلا أنه قد وضع خطة شاملة تعتمد على تعزيز حضور اللاعبين في المنافسات الدولية، وتنظيم معسكرات تدريبية محلية ودولية لإعدادهم بالشكل الأمثل، فضلًا عن تطوير كوادر المدربين والحكام لضمان نجاح هذه المبادرات.
كما أشار إلى وجود رؤية محددة لاكتشاف المواهب الرياضية ورعايتها، وذلك عبر إقامة منافسات في مختلف المحافظات بالشراكة مع وزارة التربية والدوائر الرياضية المختصة، إلى جانب إنشاء مراكز تدريب متخصصة تلائم متطلبات كل منطقة.
واختتم الضامن حديثه بالإشارة إلى أن اتحاد ألعاب القوى يعتزم إطلاق كأس سنوية للتفوق الرياضي، تُمنح للأندية والمحافظات بناءً على نقاط تُحسب عبر مشاركاتها في عدة بطولات، مع تخصيص حوافز مالية لتشجيع الجميع على المساهمة في النهوض بألعاب القوى السورية.