في أجواء مليئة بالحماس والتنافس الشريف، شهدت محافظة حماة يوم أمس السبت الموافق 24 أيار انطلاق فعاليات السباق الدوري الثالث للخيول العربية الأصيلة، والذي نظّمه نادي الفروسية المحلي بحرفية عالية.
حضر المناسبة الهامة محافظ حماة السيد عبد الرحمن السهيان، يرافقه عدد من المسؤولين الحكوميين، إلى جانب حشد كبير من محبي رياضة الفروسية الذين توافدوا لمتابعة هذا الحدث الرياضي المميز.
وشهد السباق مشاركة نخبة من أجود الخيول العربية الأصيلة القادمة من مختلف المحافظات، حيث تنافست في جولات متعددة وسط تشجيع جماهيري لافت، مما أضفى على الفعالية بهجةً وحيويةً خاصة.
يُذكر أن هذا السباق ليس الأول من نوعه هذا العام، فقد سبق أن نظّم نادي الفروسية في حماة سباقاً مماثلاً في 18 نيسان الماضي، شارك فيه 95 جواداً تنافسوا عبر 8 أشواط متفاوتة المسافات، تتراوح بين 1400 و1800 متر، مما أظهر مستوى عالياً من التنظيم والإقبال.
وتأتي هذه السباقات ضمن استراتيجية النادي الرامية إلى تعزيز مكانة رياضة الفروسية، وإحياء التراث الرياضي الأصيل، فضلاً عن الحفاظ على سلالة الخيول العربية التي تُعتبر إرثاً تاريخياً وثقافياً عريقاً.
جدير بالذكر أن محافظة حماة تُعد من أبرز المحافظات التي تحتضن مثل هذه الفعاليات الرياضية التراثية، حيث يواصل نادي الفروسية، بدعم حكومي مستمر، تنظيم هذه السباقات بشكل دوري، سعياً إلى تعزيز الحركة الرياضية المحلية وإبراز الهوية الثقافية المتجذرة في المنطقة.
الخيول العربية الأصيلة في سورية وأسعارها
تشهد المنطقة الشمالية الشرقية من الجمهورية العربية السورية وخاصةً محافظة ديرالزور إزدهاراً كبيراً في تربية الخيول العربية الأصيلة منذ عشرات السنين، ولا يسمح مربو الخيل العربي الأصيل في تلك المنطقة بتلقيح الفرس العربية الأصيلة إلا من فحل عربي أصيل للمحافظة على النوع العربي الأصيل ومكانته.
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المنطقة، يبرز شغف أبناء حماة بالخيول العربية الأصيلة كشاهد على تمسكهم بتقاليدهم العريقة. فعلى الرغم من التحديات المعيشية، لا يزال الحفاظ على سلالات الخيل وإقامة السباقات من الأولويات التي تحظى باهتمام رسمي وشعبي، خاصة في سوريا التي تُعتبر مهدًا للحصان العربي الأصيل عبر التاريخ.
وتحمل تربية الخيول في حماة بعداً تراثياً يتجاوز كونه مجرد هواية، حيث يحرص المربون على إحياء هذا الإرث من خلال تنظيم السباقات والمهرجانات التي تُظهر جمال الجياد الأصيلة وقوتها. غير أن هذا الاهتمام يواجه تحديات كبيرة، أبرزها ارتفاع أسعار الأعلاف، مما دفع المربين إلى المطالبة بتدخل رسمي لتأمينها بأسعار مدعومة، حتى يتمكنوا من الحفاظ على هذه السلالات النادرة.
وهكذا تتحول سباقات الخيول من مجرد فعالية رياضية إلى رسالة ثقافية وتاريخية، تؤكد تمسك المجتمع بجذوره رغم كل الصعوبات، وتجسد صورة حية لإصرار السوريين على حماية تراثهم الحي في وجه التحديات.
اقرأ أيضاً: بين نظام قديم وآخر جديد: ما الذي يحتاجه المنتخب السوري لتحقيق آماله!