في قلب مدينة حمص، ووسط مشاهد فنيّة تنبض بالإبداع، افتتح فرع اتحاد الفنانين التشكيليين معرضه السنوي (المعرض السنوي الخامس والأربعين)، محتفياً بتنوع المدارس الفنية وغنى التجارب التشكيلية. احتضنت صالة الاتحاد هذا الحدث بمشاركة كوكبة من الفنانين والفنانات الذين قدّموا لوحاتٍ جديدة، تحمل رؤى معاصرة وتفرداً في الأسلوب يعبّر عن نبض الفن السوري المتجدد دوماً، ليثبت أنّ الرسم والفن عموماً، من السمات التي تعبّر عن الحضارة التي لا تموت.
ضمّ المعرض ثلاثين لوحة لـسبعة وعشرين فناناً وفنانة، وحضره عددٌ من عشاق الفن والمهتمين بالشأن الثقافي، ليؤكد مجدداً أنّ الرسم، كالموسيقى، لغةٌ تتجاوز الحدود وتختصر المسافات بين الشعوب، حاملةً ملامح الحضارة ورُقي المجتمعات.
أبرز الفنانين المشاركين في المعرض السنوي
الفنان التشكيلي محمد طيب حمام الذي أجرى لقاء مع صحيفة الثورة السورية وقد أشار لإقامة المعرض بشكل سنوي بنفس التوقيت تقريباً، ويشارك فيه أغلب فنانو حمص التشكيليين وفنانين تشكيليين من خارج المحافظة، حيث تتفاوت أعمار الفنانين المشاركين بين جيل الفنانين الشباب إلى الأكبر سناً، فالأكثر تجربة ويعرض كل منهم تجربته، وشارك الفنان حمام بلوحة فنية تجلت فيها جمالية اللون الأزرق ودرجاته مما عكس جمال البحر والطبيعة في سوريا.
وقد أضاف حمام أن المعرض قد تميز بالتفاعل ما بين الفنانين، وأعرب عن كون الاتحاد جاهز للتعاون مع أي جهة من أجل إقامة دورات فنية وزيادة عدد المعارض. كما صرح أن من اللوحات المشاركة هي لوحة للفنان الراحل عبد القادر عزوز، إلى جانب مشاركة العديد من الفنانين الكبار “عون الدروبي وإميل فرحة”.
وأضاف أنهم كاتحاد يسعون لتطوير صالحة الاتحاد والأعمال، عبر مشاركة العديد من الفنانين، وأشار لسعي الاتحاد لإقامة منتديات وملتقيات فنية مع إشارته إلى أن لوحته المشاركة تعبر عن التراث الخاص بمدينة حمص.
كما بين رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص “إميل فرحة” لوكالة سانا السورية أن المعرض هو تقليد سنوي يجتمع فيه التشكيليون لكي يقدموا أعمالهم بأسلوبهم الخاص، كما تحدث عن تنوع أعمال المعرض في المدارس الفنية من تعبيرية وتجريدية وواقعية وكلاسيكية استخدم فيها الفنانون الأدوات والخامات المختلفة.
ومن المشاركات في المعرض الفنانة التشكيلية ميساء علي، التي قدمت لوحة تجريدية لمدينة تحتوي إيحاءات وتشكيلات لونية وخطية منسجمة من وحي الواقع، مستخدمة ألوان الإكريليك في رسمها، وتحمل في تفاصيلها الغموض والأمل.
إلى جانب الفنانات المشاركات أيضاً الفنانة التشكيلية كارمن شقيرة شاركت بلوحة زيتية عبارة عن أنثى يحيط بها الغموض والانفعالات.
اقرأ أيضاً: دار الأوبرا السورية.. حاضنة الفنون
الدورة الماضية للمعرض السنوي للفنانين التشكيليين في حمص 2024
هناك اختلاف بين دورتي المعرض الحالية والسابقة، دورة العام 2024 ضمت خمساً وثلاثين لوحة من قياسات مختلفة بينما المعرض الحالي ضم ثلاثين لوحة.
في دورة 2024 كان هناك هيمنة للأنثى على بعض لوحات المعرض والطبيعة بألوانها الزاهية على البعض الآخر، كما استخدم الفنانين تقنية فنية تجلت في إدخال عناصر جديدة للوحاتهم كالرمزية والحروفية فشكلت نسيجاً تشكيلياً أضفى على المعرض لمسة جمالية متقنة.
أما المعرض الحالي 2025 غلبت على لوحاته الفنية من تعبيرية وتجريدية وواقعية وكلاسيكية والتي استخدم فيها الفنانون الأدوات والخامات المختلفة.
اقرأ أيضاً: ليلى مريود والفن التشكيلي السوري
أهمية المعرض السنوي التشكيلي في حمص
يعكس هذا المعرض تعافي الحركة التشكيلية بحمص، ويترجم سعي الفنانين التشكيليين لإبراز دورهم وإثبات حضورهم ضمن الساحة الفنية في المدينة، ويستمرر المعرض لمدة أسبوع بدءاً من تاريخ 14\5\2025.
ختاماً، يعتبر المعرض السنوي للفنانين التشكيلين في حمص والذي انعقد بدورته الخامسة والأربعين تجسيداً حياً لروح الفن في سوريا وعراقة الإبداع السوري لاسيما الفن التشكيلي الذي يعبر عن الواقع ويلامسه في تفاصيل دقيقة ترسم للصورة أبعاداً مختلفة.
اقرأ أيضاً: كورال غاردينيا وأول قائدة كورال في سوريا غادة حرب