الباشا وعساكره من الأطباق التقليدية والمميزة في المطبخ السوري، تتميز بمذاقها الغني والمتنوع الجامع بين النكهات الشرقية والتوابل الغنية، وتعد هذه الأكلة من الأطباق الشعبية التي تعكس تراث البلاد وثقافتها العريقة.
ويتم تتبيل اللحوم فيها بتوابل الشرق الأوسط الفريدة مما يضيف عليها نكهة مميزة وشهيه تمنحها تفردها، حيث تعتبر خياراً شهياً لمن يريد التمتع بتذوق تجارب فريدة لنكهات أصيلة سورية.
أصول الباشا وعساكره التاريخية
تعود تسميتها بهذا الاسم لأنها طبق فاخر ومكلف، وكان يقدم للباشاوات فقط في الزمان القديم، ويعود تاريخ هذا الطبق إلى الأتراك العثمانيين، كانت تعتبر من أفخم الأطباق في الماضي وما زالت كذلك حتى يومنا هذا.
تعتبر الباشا وعساكره جزء من التراث السوري” الشامي” تحديداً وتم تطويرها على يد “الشاميين” بعد أن انتقلت إليهم من الأتراك فكان لهم لمستهم الخاصة في صنعها، فزينت المائدة الشامية على مدى السنوات الماضية وحتى اليوم.
اقرأ أيضاً: الطعام الشعبي والتراث السوري
سبب تسمية الطبق
لأن هذا الطبق مكون من طبقين مجموعين في طبق واحد، فرويت الحكاية التالية التي تمزج ما بين الجدية والدعابة، فالمقصود بالباشا (الكبة) ركيزة هذا الطبق وأساسه و العساكر هي كرات العجين المحشوة وتمثل الجنود التي تحرس الكبة الفريدة.
اقرأ أيضاً: تبييض اليوم.. عادة سورية أصيلة في رمضان تعكس الأمل والتجدد
مكونات الباشا وعساكره
الكبة اللبنيّة (الباشا)
بالبداية تصنع الكبة وهي مزيج من البرغل الناعم إضافة إلى الهبرة، والشحمة، والبصل والطحين، مع القليل من السميد أيضاً، بعدها يتم عجنها بشكل جيد وتشكيل قطع مجوفة منها لإضافة الحشوة لها ومن ثم قليها بالزيت النباتي.
حشوتها مكونه من: اللحمة والدهنة والبصل والمكسرات إضافة إلى بعض التوابل، والقليل من الزيت النباتي.
الشيش برك (العساكر)
هناك تشابه بين طبق الشيش برك وطبق الكبة اللبنية إلى حد ما، لكن العجينة في الشيش برك لا تحتوي على البرغل والسميد، بل مكونه من الطحين والماء والملح فقط، بينما تتكون الحشوة من اللحمة المفرومة والبصل وبعض التوابل حسب الحاجة.
اللبن المطبوخ ( ساحة الباشا وعساكره)
في الواقع عند إضافة أي من الطبقين السابقين إلى اللبن يصبح طبق كامل من الأطباق التي تشتهر فيها مدينة حلب السورية، لكن الباشا وعساكره، مزيج من كلا الطبقين في لبن واحد.
تحضير اللبن يتم بخلطه مع القليل من دقيق ذرة، وحليب البودرة، والماء حسب الرغبة، إضافة إلى كمية جيدة من الثوم والكزبرة لتطيب المذاق وتعطيه نكهته الفريدة.
بعدها يجري غلي المزيج بشكل جيد، ثم خلطه في الخلاط الكهربائي، وتضاف إليه الكبة المقلية وثم الشيش برك المقلي، إلى أن ينضج الخليط، مع أخذ الحيطة لعدم تضرّر الكبة أو الشيش برك خلال عملية التحريك المستمرة.
ثم يقدم “الباشا وعساكره” بعد تزيينه بالكزبرة والأمور الأخرى المحببة والاختيارية حسب كل عائلة، إلى جانب الأرز المفلفل.
اقرأ أيضاً: حراق أصبعو ما قصة الأكلة الدمشقية؟
أكلات مشابهه للباشا وعساكره
طبق البلميني الروسي، ففي روسيا تحشى العجينة بلحم الخنزير بدل من لحم الغنم أو العجل، وتطبخ بالكريما الحامضة بدل اللبن ومن ثم يضاف إليها التوم النيئ والبقدونس عوضاً عن الثوم المقلي و الكزبرة.
والأطباق السورية المحلية المشابهة للباشا وعساكره، هي ذات مكونات الباشا وعساكره لكن كل منها على حدى مع اللبن المطبوخ، مثل: الكبة مع اللبن (الكبة اللبنية) من أشهر الأكلات في مدينة حلب، والشيش برك كرات العجين الغارقة باللبن المطبوخ مع المطيبات.
ختاماً، الباشا وعساكره الطبق اللذيذ الذي يعكس تنوع المطبخ السوري وغناه، مهما كانت أصول الأكلة القادمة إلى سوريا وتحديداً دمشق، فإنها “دمشق” وتحمل بصمات المذاق السوري ونكهة هذه البلاد الأصيلة.
اقرأ أيضاً: الجزرية.. أشهر حلويات الساحل