جال السوريون أصقاع العالم ومثلوا سوريا أفضل تمثيل، فكانت بصمتهم في كل المجالات مميزة. هذه القدرات والطاقات التي تتفجر ينقب عنها العرب والغرب ويكرمها لتزداد عطاء، وكانت حصة سوريا من هذه التكريمات اليوم عبر معلميها، فقد حصدت سيدة سورية جائزة كبيرة عن فئة المعلم المبدع ضمن جوائز الشارقة للتفوق والتميز التربوي في الإمارات العربية المتحدة.
وضعت السيدة السورية سارية عبد الرحمن عائشة بصمتها ضمن جائزة الشارقة للتميز والتفوق بعد حصدها المركز الأول متفوقة بذلك على 1460 مشارك من كافة أنحاء العالم، وكانت السيدة سارية واحدة من 51 فائز عن فئات تربوية وتعليمية مختلفة.
تنحدر السيدة سارية من بلدة جيرود بريف دمشق، تلقت شهادتها الجامعية في مجال التربية من جامعة دمشق لتنتقل بعدها إلى الإمارات وتحصد الماجستير في تخصص إدارة التعليم الإلكتروني من جامعة حمدان، وللسيدة سارية كتاب معروف تحت عنوان “تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم” وتعمل كمدرسة في مدرسة السلع بالإمارات، كما أنه في جعبتها الكثير من الجوائز والتكريمات، والجدير بالذكر أن السيدة سارية كانت قد حصدت جائزة المعلم المبدع ضمن جائزة خليفة التربوية عام 2022.
جوائز الإمارات في مجال التربية والسوريون في المقدمة
تعد الجوائز التي تقدمها الإمارات العربية المتحدة من أهم الجوائز على المستوى العالمي، وانطلاقاً من إدراك أهمية العملية التربوية والتعليمية خصصت الإمارات جوائز عدة لتكريم العاملين في القطاع التربوي، فكانت جائزة الشارقة للتميز والإبداع إحدى مخرجات هذا الإدراك، وتعد هذه الجائزة إحدى المبادرات الرائدة التي أطلقها الشيخ سلطان بن حمد القاسمي عام 1994.
تنوعت فئات الجائزة لتتضمن جميع المشاركين في العملية التعليمية، ومنها فئة الأفراد المتميزين التي تشمل الطلاب والمعلمين والوظائف الداعمة، بالإضافة إلى فئة المؤسسات المتميزة كالحضانات والمدارس، وفئة فرق العمل المتميزة التي تستهدف مجلس أولياء الأمور، ومجلس الطلبة وغيرها.
ومن الجانب الآخر، يعد السوريون من أكبر الجاليات العربية في الإمارات، إذ تقدر أعدادهم بحوالي 240,000 نسمة حتى عام 2024، مما يشكل نحو 2.5% من إجمالي سكان الدولة، وتشمل هذه النسبة المقيمين بتأشيرات العمل والسكن الدائم، لذا تستطيع الحكومة السورية الاستفادة من هذه الخبرات والكفاءات المتميزة لكن كيف؟
تسعى الحكومة الوليدة إلى استقطاب الكفاءات السورية القابعة في البلدان العربية والغربية عبر عقد اجتماعات مكثفة مع الجاليات السورية في بلاد المهجر للوقوف على طرق الاستفادة من خبراتهم في كافة المجالات، إذ أن سوريا على أعتاب بناء مؤسسات بعضها مهدوم وبعضها الآخر قديم ولا يواكب التطورات العالمية، بالإضافة إلى تقديم كافة التسهيلات لهم للعمل بحرية.
ومن جانب آخر على الحكومة محاولة بناء بنية تحتية مناسبة وتوفير الأدوات والتقنيات المواكبة للتطور عبر التعاون مع المنظمات الدولية التي تساهم في تحقيق متطلبات مرحلة الاستقطاب.
وفي النهاية، التحديات موجودة لكن في المقابل القدرات والإمكانيات أيضاً موجودة، وما على الحكومة سوى تأمين اللازم للنهوض بسوريا الجديدة المنفتحة على العالم.
اقرأ أيضاً: متطوع في الهلال الأحمر السوري يفوز بمسابقة أفضل صورة إنسانية