هناك حراك سياسي، وهناك أيضاً حراك فني، ففي غفلة من نقيب الفنانين المعيّن حديثاً مازن الناطور تم إصدار قرار عزله من قبل نائبه نور مهنا وبإجماع الأكثرية وتعيين نائبه نقيباً بشكل مؤقت لحين إجراء انتخابات، تناولت وسائل التواصل الإجتماعي والإعلام خبر عزله “وكل شي تمام”، لكن ما هي إلا ساعات قليلة يطل علينا نقيب الفنانين المعزول ليقول أن قرار العزل باطل وأنه ما زال نقيباً للفنانين والشهود موجودين “القانون”.
أسبابٌ ثلاث كانت كفيلة بإصدار بيان حجب الثقة عن نقيب الفنانين الجديد مازن الناطور، وقد ذكر البيان هذه الأسباب وأكد أن الاستئثار بالقرار والتفرد به، وإقصاء وتهميش أعضاء المجلس المركزي، ومخالفة القانون الناظم لعمل النقابة، هي الأسباب التي أدت لعزله، وأشار البيان إلى المادة والقانون الذي ينص على مشروعية قرارهم.
لكن نقيب الفنانين مازن الناطور أصدر بعد ساعات بيان آخر، وباسم نقابة الفنانين ليقول أن قرار عزله ملغى وغير مشروع وأيضاً “بالقانون”، وأكد البيان أن الجهة التي وضعته هي الجهة الوحيدة المخولة بعزله، أي أن رئاسة مجلس الوزراء هي من تقوم بعزله أو إبقاءه.
انتقادات وجهت لنقيب الفنانين مازن الناطور سابقاً
واجه نقيب الفنانين المعيّن حديثاً مازن الناطور عدداً من الانتقادات لطريقة عمله وقراراته التي وصفها البعض بالانتقامية، ولكن الناطور استقبلها بصدرً رحب وأكد أنه يتقبل النقد، ومن المنتقدين عابد فهد الذي أدان فصل الفنانة السورية سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين على خلفية آرائها السياسية، وقال الناطور حينها: “في عندنا مجلس نقابة نتشاور ونتفق ونصدر قراراتنا التي هي في صالح الفن وفنانين سوريا .. سوريا الجديدة التي لا تتبع إلى فرع مخابرات”.
بينما هناك من دعاه علنيةً للاستقالة، فقال المخرج الليث حجو أنه على النقيب مازن الناطور الاستقالة واصفاً عمل النقابة بالفاشلة بعد أشهر من استلامه وأن الأخطاء التي ارتكبت خلال هذه الأشهر تعادل الأخطاء المرتكبة خلال العشر سنوات الماضية، في حين رد عليه الناطور بأن استلامه لم يمضِ عليه الشهر، وأشار إلى أن حجو استفزه فصل الفنانة سلاف فواخرجي من النقابة، وأكد الناطور أن النقابة لن تعود إلى مسيرتها السابقة بمكافئة السيء ومعاقبة المحسن.
من جهة أُخرى علق عدد من الفنانين والمخرجين على هذه القرارات، وأدلو بوجهات نظرهم المختلفة، فقد قالت ميس حرب: الآن بات بإمكاني الحديث بأنني لم أعرف ولم أعلم بأي قرار من القرارات التي صدرت منذ تولي المجلس الجديد إلا عن طريق السوشال ميديا ومثلي خمسة أعضاء آخرون.. وهذا ينطبق على قرار النقيب أيضاً.
أما المخرج زهير قنوع قال: “لا يحق للفنان نور مهنا سحب الثقة من نقيب الفنانين لأنها لم تكن موجودة أصلاً، فقرار تعيينه بالأساس مفروض على جميع الفنانين. خلصنا حاج مهزلة. هذا معيب والحل باستقلالية النقابة فقط”.
بينما وصف المخرج غزوان قهوجي بأن ما يحدث هو فوضى، وقال: فكيف لمجلس معين تعيين معظم أعضائه غير متواجدين أو غير متفرغين وخلافات داخلية وتجمعات لفنانين داخل وخارج البلد تقوم بتأسيس نقابة داخل نقابة عدا عن إطلاق التصريحات العشوائية التي لا تستند لأي أرضية قانونية، إضافة الى أن نائب النقيب قدم إلى البلد منذ عدة أيام والنقيب مسافر والمجلس كله معين تعيينا وبطريقة غير قانونية باختصار الفوضى هي انقلاب عالانقلاب”.
الجدير بالذكر أنّ هناك من الخبراء من يتناول كلا القرارين بوصفهما مشوبان قانونياً. فقرار الحجب استند إلى جلسة مؤتمر عام لم تتم. وربّما الأكثر جدلاً هو المادة 51 من القانون 40 التي استند إليها مازن الناطور، والتي تتحدّث عن أنّ تعيينه تمّ من “رئاسة مجلس الوزراء”، ولا يتم عزله بغيره. فالإعلان الدستوري الذي تشكلت الحكومة السورية الحالية بموجبه لا يحوي منصب رئيس وزراء.
لكن في الحقيقة، ووفقاً لخبراء آخرين، ليس هذا إلّا لغواً قانونياً، فالحكومة الحالية، وإن اختلفت بعض التسميات داخلها، تسيّر الأمور وفقاً للقوانين التي كانت سائدة، ما لم يتمّ الإعلان بشكل صريح خلاف ذلك.
اقرأ أيضاً: مسلسل آسر يجمع نخبة النجوم السوريين بعمل درامي مشوق