في سماء كازاخستان، كتبت الشابة السورية يارا خضير فصلاً جديداً من الإصرار والعزيمة، حيث شاركت في ثلاث بطولات عالمية للطيران الشراعي، حاملةً علم بلادها بين كبار المحترفين. لم تكن مجرد مشاركة عابرة، بل تحدياً لافتاً لفتاة تقف لأول مرة على منصات المنافسة الدولية في هذه الرياضة المثيرة.
بين منافسات “كأس آسيا للطيران الشراعي” و”كأس قابان باي باتير الدولي” و”كأس الدقة في الهبوط”، رسمت يارا مساراً مختلفاً بأدائها المتميز، خاصة في اختبارات دقة الهبوط التي أظهرت فيها براعة غير متوقعة لطالبة مبتدئة. عيون الحضور كانت شاخصة نحو هذه الطيارة الشابة التي تحدث فرقًا بثباتها وإرادتها.
من مقر إقامتها في الإمارات، تحدثت يارا بحماسة عن شرف تمثيل الوطن: “حملت اسم سوريا بفخر، وأثبتنا أننا موجودون حيثما كانت التحديات، نصنع الفرص من بين الصعاب“. كلماتها لم تكن مجرد شعارات، بل تجسيدًا لحكاية كفاح بدأت فصولها بموهبة رياضية متعددة الأوجه.
اقرأ أيضاً: المنتخب السوري لكرة القدم: مشاكل يجب حلها للتأهل لنهائيات آسيا 2027!
فقبل أن تكتشف شغفها بالتحليق في الأعالي، كانت يارا تتراقص على أنغام الباليه وتؤدي حركات الجمباز الإيقاعي ببراعة، حتى أنها حفرت اسمها في سجلات غينيس بإنجاز استثنائي في المرونة. هذه الخلفية الرياضية الغنية كانت اللبنة الأولى لمسيرتها في الطيران الشراعي، حيث تحولت المرونة إلى توازن، والقوة إلى تحكم، والفن إلى دقة في القيادة.
هذه المشاركة ليست سوى المحطة الأولى في رحلة يارا الطموحة، التي تخطو بها نحو آفاق أوسع، حاملةً معها أحلام جيل كامل من الشباب السوري الذي يرفض أن تحده الظروف، ويصر على أن يضيء في السماء كما على الأرض.
يارا خضير ودخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية
في مشهد يخطف الأنفاس، حوّلت المدربة السورية يارا خضير ليونة جسدها إلى تحفة فنية حية، محققةً رقماً قياسياً جديداً في موسوعة غينيس للأرقام القياسية في تاريخ 22/11/2024. تحت أضواء “اليوم العالمي” للأرقام القياسية بدولة الإمارات، أبهرت يارا الجميع بأداء استثنائي جمع بين القوة والرشاقة، حيث تمددت بجسدها بين مركبتين متحركتين لمسافة 470 متراً في وضع الانقسام الكامل (Split)، متحديةً قوانين التوازن والجاذبية.
لم يكن هذا الإنجاز مجرد رقم يُضاف إلى السجلات، بل كان تتويجاً لرحلة مثابرة بدأت على أرضية صالات الباليه والجمباز الإيقاعي. قالت يارا بعينين تشعان حماساً: “أحلامي ليست مجرد أمنيات، بل خططٌ مدروسة وموهبةٌ منحها الله لي، وهي الوقود الذي يدفعني كل صباح لمواصلة التحدي“. وأضافت بثقة: “مجرد أن تحلم يعني أنك قد قطعت نصف الطريق، أما النصف الآخر فيحتاج إلى إرادة لا تعرف اليأس“.
اقرأ أيضاً: بين نظام قديم وآخر جديد: ما الذي يحتاجه المنتخب السوري لتحقيق آماله!
في كلمات ممزوجة بالفخر، تهدي يارا إنجازها إلى نفسها التي لم تخذلها، وإلى عائلتها التي وقفت خلفها كالسند، وإلى سوريا التي منحتها القوة لتشق طريقها رغم كل الصعاب، وإلى الإمارات التي احتضنت أحلامها ووفرت لها المناخ لتحلق بها بعيداً.
يذكر أن “يوم غينيس العالمي” يشهد كل عام مواهب استثنائية من مختلف أنحاء العالم، لكن يارا خضير استطاعت ببراعة أن تترك علامة فارقة، ليس فقط برقمها القياسي، بل برسالتها التي تثبت أن الإرادة السورية قادرة على صنع المستحيل، حتى لو كان ذلك في الهواء بين مركبتين!