هل يمكن للسوري الربح من غوغل في سوريا الآن؟

أعلنت شركة “غوغل” عن إزالة سوريا من قائمة العقوبات المفروضة اعتباراً من 13 آب الجاري، من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي (OFAC)، ما يتيح استئناف الخدمات الإعلانية للشركة في البلاد للمرة الأولى منذ عام 2011. كان قد بدأ حظر غوغل على سوريا استناداً إلى الأمر التنفيذي رقم 13338 الذي وقّعه الرئيس الأميركي السابق “جورج بوش” في 2004، وتوسّع مع اندلاع الحراك الثوري والحرب السورية عام 2011، ليشمل قيوداً على الخدمات المالية والتكنولوجية.
في هذا المقال سنتعرف على الفائدة من إزالة العقوبات، ونستعرض أبرز خدمات “google ads”، وما الدول التي لا تزال على قائمة الحظر.
ماذا يستفيد السوري من رفع العقوبات التقنية من قبل “غوغل” وغيرها من الشركات؟
رفع العقوبات من قبل “غوغل” سيترافق مع فوائد ومميزات ستنعكس على السوريين، إذ أن خطوة رفع الحظر عن إعلانات غوغل في سوريا حدث هام جداً وسيكون مفصلي في المجال الرقمي السوري وله منعكسات إيجابية، فمن المتوقع أن تعود هذه الخطوة بفوائد كبيرة على الاقتصاد السوري والشركات المحلية ورواد الأعمال.
هذا القرار الذي جاء بعد إزالة سوريا من قائمة العقوبات الأمريكية الخاصة بمكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC)، يمكن من خلاله أن يجني السوريون فوائد رئيسية قيّمة تتمثل في: تنشيط الاقتصاد الرقمي، زيادة المبيعات والوصول للأسواق العالمية حيث يمكن للشركات السورية ترويج منتجاتها وخدماتها عبر الانترنت، إلى جانب دعم رواد الأعمال والمؤسسات الإعلامية إضافةً إلى تحسين بيئة الأعمال لاسيما الأعمال الرقمية منها.
حسب تحديث سياسة الشركة الرسمي “غوغل”، هذا “التغيير يشمل منصات إعلانية متعددة، مع تحديثات لسياسة المتطلبات القانونية لإعلانات غوغل وصفحة مركز المساعدة لتعكس إزالة سوريا من قائمة عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية. ويمثل هذا التعديل قفزة هامة في إمكانية الوصول إلى التسويق الرقمي في الشرق الأوسط”.
أعلنت الشركة أنه سيتعين على الناشرين والمعلنين المتأثرين سابقاً بالعقوبات السورية استعادة حساباتهم من خلال إجراءات التحقق القياسية للشركة، على إثره ستتم مراجعة الحسابات التي كانت المعلقة بسبب القيود الجغرافية يدوياً قبل استعادة الخدمة، بدورها فرق الدعم ستعالج طلبات الاستعادة حسب إجراءات الاستئناف المعتمدة.
من خلال سوريا ومنظومتها الإعلانية التي تتيح الوصول إلى حوالي 22 مليون نسمة، سيتوسع نطاق التسويق الرقمي في جميع أنحاء الشرق الأوسط، في حين يُقدر معدل انتشار الإنترنت في سوريا بنحو 34%.
تعتقد الشركة أن عودة سوريا إلى المنظومة الإعلانية تتماشى مع مبادرات التحول الرقمي الإقليمية الأوسع نطاقاً، وتتزامن مع جهود إعادة بناء البنية التحتية وإجراءات الاستقرار الاقتصادي. وقد شهدت الأسواق المجاورة تقدم ونمو ملحوظين في الإعلان الرقمي في السنوات الأخيرة، مما يشير إلى طلب محتمل على خدمات مماثلة داخل سوريا، وهذا ما سينعكس على المحتوى الرقمي السوري.
بدوره أعلن وزير الاتصالات والتقانة “عبد السلام هيكل” أن فريقاً من الوزارة يعمل يومياً مع ممثلي الحكومة الأميركية وشركات التكنولوجيا لتطبيق رفع سوريا من قائمة الدول المحظورة.
لكن رغم الفوائد المتوقعة، لا يزال هناك بعض التحديات التي قد تواجه الاستفادة الكاملة من هذه الخطوة أبرزها ضعف البنية التحتية للإنترنت ما قد يعوق الوصول الكامل للخدمات الرقمية، إلى جانب غياب أنظمة الدفع الالكتروني وعدم وجود أنظمة دفع إلكترونية بشكل فعال، والتي لا تزال تحت القيود ما قد يمنع الاستفادة الكاملة من تلك الخدمات.
لكن رغم كل شيء فهذا القرار بمثابة فرصة ذهبية للشركات والأفراد السوريين لتعزيز وجودهم الرقمي وتحقيق نمو اقتصادي، مع الأخذ في الاعتبار أن الاستفادة الكاملة من هذه الفرصة تعتمد على تحسين البيئة التقنية والمالية في البلاد.
اقرأ أيضاً: تطبيقات توصيل الطعام في سوريا.. هل يمكنها منافسة التطبيقات الأجنبية؟
أبرز خدمات “google ads” وكيف يستطيع السوريون الاستفادة منها؟
التغيير الحاصل يفتح الباب أمام عودة خدمات غوغل الإعلانية إلى الأراضي السورية، التي تشمل منصات رئيسية مثل: Google Ads، و Ad Exchange، و Ad Manager، حيث كان الوصول إلى كل هذه الخدمات محظوراً على المستخدمين وعناوين IP السورية.
يمكن للسوريين الاستفادة من خدمات “Google Ads” عن طريق إنشاء حساب وعرض إعلانات على مواقعهم الإلكترونية أو قنواتهم على يوتيوب، وكسب المال من خلال النقرات أو مرات الظهور، لكن يتطلب ذلك الالتزام بسياسات البرنامج وإنشاء محتوى جذاب وهادف ومفيد للجمهور.
يجب على السوريين إنشاء حساب جديد على Google Ads، وبعدها ربط الموقع الإلكتروني أو قناة اليوتيوب على الحساب المستحدث، وبعد الموافقة على الموقع أو القناة، يمكن إضافة إعلانات Google Ads، حينئذٍ سيبدأ المستخدمون في كسب المال من خلال النقرات أو مرات الظهور على الإعلانات، ويمكن استلام الأرباح من خلال التحويلات المصرفية.
في حال أراد السوريون تحقيق فائدة أشمل وأوسع عليهم أن يرفعوا من جودة المحتوى المقدم، فيجب أن يكون المحتوى فريداً وجذاباً للجمهور غير مطروق أو مكرر، والأهم يجب التأكد من أن الموقع أو القناة تلتزم بسياسات Google Ads، كما يجب تحسين أداء الموقع أو القناة لزيادة عدد الزيارات وبالتالي الأرباح، إذ يمكن استخدام أدوات التحليل من Google Ads لتحسين الأداء وتحديد أفضل المواقع للإعلانات.
اقرأ أيضاً: وزارة الاتصالات تلغي التراخيص المسبقة لتطبيقات الخدمات الرقمية
الدول التي ما زالت محظورة في AdSense
أكدت غوغل أن الإعلانات الرقمية غير متاحة لأي من الكيانات أو الأفراد الخاضعين للعقوبات أو المملوكين من قبلهم وحتى المدعومين منهم، وتشدد الشركة على أن جميع الناشرين ملزمون بالامتثال للوائح العقوبات والتجارة الدولية، بما في ذلك عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي، حيث لا يمكن استخدام AdSense لصالح كيانات أو أفراد خاضعين للعقوبات، كما لا يمكن للناشرين استخدام AdSense من داخل الدول أو المناطق المحظورة. في حال أصبح موقع ناشر ما خاضعاً للعقوبات، يتم تعليق الحساب بشكل فوري وبدون فترة سماح. الدول التي لا تزال تحت العقوبات: شبه جزيرة القرم، كوبا، جمهوريتي “دونيتسك ولوغانسك”، إيران، كوريا الشمالية.
ختاماً، خطوة مشجعة من شركة غوغل ومبشرة بمستقبل رقمي واعد في سوريا في حال تم استثمارها بشكل صحيح من قبل السوريين، فالعقل السوري عقل مبدع يمكن له استغلال المنصات الرقمية وتوجيهها لتقديم محتوى عالي الجودة.




