في ظل التطورات الأخيرة التي يشهدها الإعلام السوري المتهالك وحملات الدعم المقدمة من أصدقاء سوريا، برز نادي الإعلاميين السوريين في قطر كمركز انطلاق لخبرات ممن لديهم باع طويل في مجال الإعلام ضمن كبرى المؤسسات الإعلامية العربية في قطر.
جاء نادي الإعلاميين السوريين في قطر كاستجابة ملحة لمجموعة من التحديات التي يواجهها الإعلام السوري بعد فترة حرب دامت 14 عاماً، كإعادة بناء المؤسسات الإعلامية المتهالكة، وبناء الثقة بين الإعلام والجمهور، وتعزيز الاستقلالية المهنية بعيداً عن الاستقطاب السياسي والطائفي، وفق معايير اجتماعية موضوعية وشفافة.
ويسعى النادي لاستقطاب الإعلاميين السوريين العاملين في المؤسسات الإعلامية القطرية وجمعهم في جلسات حوارية تفيد في تبادل الخبرات، والاتفاق على نقل هذه الخبرات للمؤسسات الإعلامية السورية عبر دورات تدريبية ترفع من كفاءة الإعلاميين السوريين في سوريا، وامداد القنوات السورية بمعدات إعلامية متطورة، ودعم المشاريع الإعلامية التي تساهم في نقل معاناة الشعب السوري.
وقال عمر زقزوق رئيس النادي: “سيكون هناك خطة استراتيجية لتقديم تدريبات مهنية وورش عمل دورية تهدف إلى تطوير مهارات الإعلاميين السوريين في مختلف المجالات، كالصحافة الاستقصائية، والتحرير، والإعلام الرقمي”، والجدير بالذكر أن عمر زقزوق يشغل منصب الصحفي الأول في “الجزيرة نت”.
أشار عمر زقزوق إلى دور قطر في المساهمة في نهضة الإعلام العربي، عبر مؤسسات إعلامية ضخمة وشبكة اتصالات كبيرة كمؤسسة الجزيرة والتلفزيون العربي وغيرها من المحطات التي ترسم ملامح الإعلام العربي، لذا وجد زقزوق أنه من الضروري الاستفادة من هذه الخبرات لدعم الواقع الإعلامي السوري عبر النادي الذي تم إنشاؤه، وخصوصاً وأن هناك الكثير من السوريين يعملون في المؤسسات الإعلامية القطرية ولا يعرفون بعضهم، وهنا دور النادي تشكيل شبكة معارف لهؤلاء السوريين وتوحيد جهودهم وتوجيهها نحو بلدهم.
في حين أكد شاكر المصري نائب رئيس نادي الإعلاميين السوريين في قطر أن هذا التجمع أدى إلى الكشف عن التنوع الكبير في منتسبي النادي، فهناك صحفيين ومقدمي البرامج، والمحررين، ومذيعين، ومخرجين، وتقنيين، بالإضافة إلى وجود مختصين في الإعلام الرقمي والتسويق، مما يمنح النادي قوة كبيرة وقدرة على تحقيق أهدافها.
وفي نفس السياق أشار المصري إلى سعي النادي على بناء شراكات استراتيجية بين مؤسسات الإعلام السوري والمؤسسات الإعلامية العربية الضخمة في قطر، بالإضافة إلى فتح باب الانتساب لكل إعلامي سوري عامل في قطر بدون شروط مسبقة.
معهد الجزيرة يرفع من سوية الإعلاميين السوريين
في إطار رفع كفاءة خريجي الإعلام والإعلاميين السوريين، قدم معهد الجزيرة للإعلام عدد من دوراته التدريبية التي طالت اختصاصات متنوعة في حلب ودمشق، وجاءت هذه الدورات كطريقة لربط الجانب المهني بالتعليم الأكاديمي، وتهيئة طلاب الإعلام لسوق العمل الإعلامي.
شملت هذه الدورات تخصصات متنوعة كدورة بناء القصة الرقمية التي أُقيمت في حلب ودمشق، وشارك فيها أكثر من 40 متدرباً، حيث تعلموا كيفية كتابة السكربت، اختيار القصص ومعالجتها بما يتناسب مع المنصات الرقمية والجمهور المستهدف، ودورة الرصد والتحقق الرقمي التي أُقيمت في دمشق، وشارك فيها 30 صحفياً وصحفية، اكتسبوا من خلالها مهارات التحقق من الأخبار والرصد الرقمي، ودورة إنتاج القصة الصحفية الرقمية التي كانت أولى الدورات التي نظمها المعهد في سوريا، وشارك فيها 20 متدرباً ومتدربة.
أما طلاب الإعلام فكان لهم حصة كبيرة من الدورات التدريبية، فقد شهدت قاعات كلية الإعلام منتديات حول صحافة الموبايل، المراسل التلفزيوني، إنتاج الفيلم الوثائقي، التحقق من الأخبار، التقديم التلفزيوني، واستهدفت هذه الدورات طلاب السنة الرابعة لتحضيرهم لدمجهم في سوق العمل.
قطر تساهم في إعادة تأهيل قناة الإخبارية السورية
في وقت سابق وقعت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون عقداً مع الشركة القطرية للأقمار الصناعية سهيل سات”، لبث قناة الإخبارية السورية بجودة عالية عبر القمر سهيل 2 موقع 26 شرق)، مع توفير سعات إضافية على القمر سهيل 1، وسيتم استخدام أحدث التقنيات، وطاقات سورية خبيرة في مجال الإعلام الفضائي.
والجدير بالذكر أن واقع الإعلام السوري يشهد نهضة كبيرة بعد سقوط النظام السابق، فنجد افتتاح العديد من المواقع الإلكتروتية الجديدة المستقلة، واستعداد العديد من المنصات للانطلاق، بالإضافة إلى الإعلام الحكومي الذي ينتظر منه الشعب السوري الحيادية والموضوعية.
اقرأ أيضاً: اتحاد الصحفيين السوريين يطلق آلية انتساب جديدة.. هذه شروطها!