مشفى القلمون في النبك أحد المشافي الحكومية في سوريا، يعتبر من المشافي القديمة، بقي لفترة طويلة تحت رعاية البعثة التبشيرية الدنماركية امتدت حتى أواخر ستينات القرن الماضي، من بعدها جرى تأميمه حتى أصبح مشفى عام. تتالت التوسيعات للمشفى، ليحوي العديد من الأقسام الطبية ونحو 200 سرير، وبات في عام 2025 يقدم نحو 20 ألف خدمة شهرياً.
بعد تأهيله وتجديده بالكامل في العام 2022، شهد في العام الحالي تحديثات وسجل رقماً بتقديم الخدمات لسكان المنطقة وما حولها.
مراحل تطوير مشفى القلمون
في العام 1995 جرى إنشاء بناء جديد بشكل كلي من قبل لجنة من أهالي النبك وكان هذا المشروع كبير ومثمر، وعلى إثره جرى تحويل القسم القديم من المشفى لقسم نسائية وتوليد، أما في العام 2010 شهد المشفى افتتاح قسم للأشعة جديد على إثر تبرع كويتي-سوري، وقسم للأطفال افتتح بتكلفة تجاوزت 12 مليون ليرة سورية في العام 2015 بدعم من المجتمع المحلي.
وبحلول العام 2022 افتتح وزير الصحة آن ذاك حسن الغباش قسم غسيل الكلية والتي تبلغ طاقته الاستيعابية 11 سرير وعلى إثر ذلك تم إعادة تأهيل القسم وتجديده بالكامل، وكان هذا التجديد بالتعاون ما بين وزارة الصحة والمجتمع الأهلي.
اقرأ أيضاً: من ألمانيا إلى سوريا: «حملة شفاء» بقعة ضوء وسط الظلام
تحديثات مشفى القلمون 2025
افتتح وزير الصحة الدكتور مصعب العلي قسم الأطفال في شهر حزيران من العام الحالي، ضمن مشفى القلمون بطاقة استيعابيّة تصل إلى 20 سريراً.
أوضح العلي في تصريح له أهمية التشاركية مع المجتمع المحلي في تطوير ودعم القطاع الصحي، وتجربة النبك ستعمم على باقي المشافي، مؤكداً الاهتمام الكبير الموجه لأن يحصل الشعب على كل حقوقه بما فيها الصحة. انطلاقاً من كون الصحة حقاً أساسياً تم إطلاق مشروع لتحسين المشافي وإقامة مشفى نموذجي في كل محافظة.
كما أثنى محافظ ريف دمشق السيد عامر الشيخ على الإنجاز الجديد الذي يعتبر من الإنجازات الجديدة المضافة بعد التحرير، مع تثمينه جهود المجتمع المحلي التي بفضلها يتم نقل سوريا من مرحلة الطوارئ إلى مرحلة الاستقرار.
بدوره مدير صحة ريف دمشق الدكتور توفيق حسابا أوضح أن قسم الأطفال يضم 20 سريراً مجهزاً بكل الإمكانيات، مع غرف خاصة بالفحص والتقييم وتقديم العناية الإسعافية الطارئة التي لا تتطلب إقامة الطفل في المشفى، مشيراً إلى أن ما يميز القسم هو الهوية البصرية التي تؤثر في نفسية الطفل وتسهم في شفائه.
كما سيتم التوجه لمشفيي القطيفة وحرستا، والتركيز الأكبر سيكون جله على أقسام العناية والحواضن وعناية الأطفال التي تحتاج الدعم الأكبر.
في حين أعرب ممثل المجتمع المحلي الدكتور تميم المغربي عن سعادته بهذا الإنجاز قائلاً: “المشفى كان شاهداً حيّاً على صمود الشعب وإصراره على الحياة والكرامة والعطاء”.
اقرأ أيضاً: وزارة الصحة…تجدد الآمال بعد رفع العقوبات والمشاركات الدولية
الخدمات التي يقدمها مشفى القلمون
قدم مشفى القلمون بمدينة النبك في ريف دمشق نحو 20 ألف خدمة طبية متعددة بشكل شهري، وسط مساع وجهود دائمة لتطوير المشفى وزيادة الخدمات التي يقدمها، بحسب ما أفاد المدير الطبي للمشفى الدكتور محمد الأبرص.
كما أوضح في تصريح له: ” أن المشفى يجري بين 300 و400 عمل جراحي تحت التخدير العام بشكل شهري، ما يجعله الأول في ريف دمشق من حيث عدد العمليات الجراحية، إضافة إلى تقديم أكثر من ألف جلسة غسيل كلية شهرياً.
وبيّن كذلك أن قسم الإسعاف بالمشفى يستقبل شهرياً نحو 4000 مريض، من بينهم 600 إلى 700 تستدعي حالتهم القبول في المشفى، وأشار إلى أن موقع المشفى على طريق الأوتوستراد الدولي يجعله نقطة إسعاف رئيسية، وهذا ما يشكل ضغطاً كبيراً عليه.
كما كشف: ” أن المشفى وضع خلال الأشهر الماضية خطط إنقاذ ودعم للكوادر، وأجرى بعض الصيانات، إضافة إلى توسيع وترميم المشفى بالتعاون مع المجتمع المحلي، لافتاً إلى أن العمل جارٍ في الوقت الحالي لتوسيع منظومة الإسعاف بشكل كبير”.
ختاماً، مشفى القلمون في النبك مشفى استراتيجي بسبب موقعه الجغرافي، وبفضل جاهزيته الحالية يملك طاقة استيعابية تؤهله لأن يكون المستشفى الأول في ريف دمشق من ناحية الخدمات. ما يبقي الباب مفتوحاً على مزيد من الخدمات والتحديثات التي يتطلبها القطاع الطبي والصحي في سوريا عموماً.
اقرأ أيضاً: سوريا بعد الحرب.. القطاع الصحي مشلول والشعب يدفع الثمن!