رياضة

كيف يمكن للرياضة السورية الاستفادة من التجربة القطرية!

في إطار سعيها لتطوير الرياضة السورية وتعزيز التعاون الثنائي، استقبل وزير الرياضة والشباب السوري محمد سامح الحامض، السيد خليفة عبدالله آل محمود القائم بأعمال السفارة القطرية بدمشق، في لقاء رسمي حضره عدد من المسؤولين في الوزارة.

تركز النقاش خلال اللقاء على سبل تعزيز التعاون الرياضي بين البلدين، مع التركيز على تطوير البنية التحتية الرياضية في سوريا من خلال الاستفادة من الخبرة القطرية المتميزة في هذا المجال. حيث تم بحث إمكانية إعادة تأهيل المنشآت الرياضية السورية وتطويرها وفقاً لأحدث المعايير العالمية، مستفيدين من التجربة القطرية الناجحة في إنشاء الملاعب والمرافق الرياضية المتطورة.

كما تناول الاجتماع سبل التعاون في مجال تطوير الكفاءات الرياضية، من خلال الاستفادة من الخبرات القطرية في مجال التدريب والتأهيل الطبي الرياضي، وخاصة ما توفره أكاديمية أسباير والمراكز الطبية الرياضية المتخصصة في قطر.

وناقش الجانبان أيضاً إمكانية تنظيم فعاليات ومهرجانات رياضية مشتركة، والاستفادة من الخبرة القطرية الواسعة في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى. كما تم التطرق إلى تطوير الإعلام الرياضي وتبادل الخبرات في مجال التغطية الإعلامية والتقنيات الحديثة المستخدمة في البث والتحليل الرياضي.

يأتي هذا اللقاء في إطار حرص الجانبين على تعزيز أواصر التعاون الرياضي بين سوريا وقطر، بما يخدم تطور الرياضة في البلدين الشقيقين.

استفادة الرياضة السورية من التجربة القطرية!

لم يكن قرار الفيفا بمنح قطر استضافة كأس العالم 2022 مجرد حدث عابر، بل كان نقطة تحول كبرى. لكن ربما فاتك أن طموحات قطر الكروية تجاوزت الفوز بتنظيم البطولة بكثير. فبعد أسبوع واحد فقط من حسم المنافسة، أبرمت مؤسسة قطر وهي الذراع التنموي في الدوحة، صفقة بقيمة 220 مليون دولار لرعاية قمصان نادي برشلونة الإسباني. وبعد ستة أشهر، استثمرت جهاز قطر للاستثمار (QSI) “التابع لصندوق الثروة السيادي” ما يقارب 58 مليون دولار لشراء نادي باريس سان جيرمان الفرنسي. ولم تمض سوى بضعة أشهر أخرى حتى أنفقت شبكة الجزيرة الإعلامية مبلغ 130 مليون دولار للحصول على حقوق بث مباريات الدوري الفرنسي الممتاز للمشاهدين في فرنسا.

ولم تتوقف هذه الجهود عند هذا الحد، بل تسارعت وتيرتها في السنوات التالية، حيث ارتدى نجوم كرة القدم العالميون مثل ليونيل ميسي ونيمار وكيلان مبابي قمصانًا تحمل شعار الخطوط الجوية القطرية، في إطار استراتيجية طموحة لتعزيز النفوذ الرياضي للدولة.

لم تقتصر طموحات قطر على كرة القدم فحسب، فقد أمضت هذه الدولة الخليجية الصغيرة عقوداً في تشييد إمبراطورية رياضية ضخمة، تعتمد على استثمارات هائلة في الأندية والبطولات والاتحادات عبر ست قارات.

بعد دخول الاستثمارات الصحيحة إلى سورية، والنهوض بالواقع المالي الرياضي بشكل أفضل، يمكن الاستفادة من تجارب دول الخليج بالتعاقد مع لاعبين مؤثرين دولياً أو حتى إقليمياً مثل ما حدث مع السعودية ورونالدو بشكل عام بعد وصوله للنصر وكيف ساهم برفع أسهم ركة القدم السعودية والدوري السعودي للمحترفين بشكل كبير.

شهد نادي النصر تحولًا جذرياً منذ انضمام النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، حيث ترك بصمته الواضحة على مكانة النادي محلياً وعالمياً. فقبل قدومه، كان النصر يحتل المرتبة الثالثة في قائمة الأندية الأكثر متابعة في الدوري السعودي للمحترفين، متخلفًا عن غريميه التقليديين، الهلال والاتحاد، كما كان في المركز الـ74 عالمياً من حيث الشعبية الرقمية.

لكن الأرقام تغيرت بشكل كبير بعد صفقة رونالدو، حيث قفز عدد متابعي النصر على منصات التواصل الاجتماعي من نحو 5.2 مليون متابع وهو رقم كان يضعه في مصاف أندية مثل ريال بيتيس الإسباني وأليانزا ليما البيروفي إلى أكثر من 57.5 مليون متابع بحلول مارس 2025.

هذه القفزة الهائلة جعلت النصر ثاني أكثر الأندية متابعة خارج القارة الأوروبية، متجاوزًا العديد من الأندية العالمية، ولم يسبقه سوى نادي فلامنجو البرازيلي. كما دخل النصر قائمة أفضل 20 نادياً في العالم من حيث عدد المتابعين، ليتجاوز أندية عريقة مثل إنتر ميلان الإيطالي، وبوروسيا دورتموند الألماني، وروما الإيطالي. هذا التقدم الكبير يعكس النمو الملحوظ في شهرة النصر وقوته التسويقية على المستوى الدولي.

بالنظر لتجربة رونالدو على سبيل المثال، يمكن لوزارة الرياضة والشباب السورية الاستفادة من هذه التجربة ومحاولة العمل على تجربة مثلها حتى ولو عقدين من الزمن.

بكل بساطة، مع الاستثمار المالي الصحيح، والسماح للشركات العالمية للدخول والاستثمار بكرة القدم السورية بشكل صحيح ستتمكن الرياضة السورية من الانتعاش من جديد حتى ولو أخذت هذه العملية وقتاً طويلاًُ لكن نتائجها ستكون مستدامة لأجيال وأجيال وستعيد الرياضة السورية على خارطة العالم من جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى