أعلنت شركة الاتصالات السورية “سيرياتيل” (Syriatel)، إطلاق خدمة الشريحة الإلكترونية (eSIM)، وذلك بعد أيام من طرح منافستها شركة (MTN) لهذه التقنية المتطورة.
ويعكس هذا الإعلان التزام الشركتين في التحديث المستمر لتحسين خدماتهما الرقمية، وتجارب المستخدمين، وتعزيز مرونة عملياتهما، بما يتواكب مع التطورات التكنولوجية العالمية، ويعزز الابتكار في قطاع الاتصالات السوري.
وأكدت شركة “سيرياتيل” في بيان لها، أن إطلاق الخدمة الجديدة يتوافق مع أعلى معايير الجودة العالمية، مشيرةً إلى أن هذه التقنية ستعزز تجربة المستخدمين وتسهم في نقل البيانات بسرعات فائقة، مما يدعم النمو الاقتصادي.
وأوضحت الشركة، أن تفعيل خدمة (eSIM) يتم بسهولة عبر زيارة أحد مراكز خدمة “سيرياتيل”، مع التأكد من أن الجهاز يدعم هذه التقنية عبر طلب الكود #06#، حيث يظهر رمز(EID) في حال التوافق.
الشريحة الإلكترونية (eSIM): ما هي وما أهميتها؟
تعد الشريحة الإلكترونية (eSIM) تقنية حديثة، وبديل أكثر تطوراً لشريحة الاتصالات التقليدية (SIM)، وتتميز بسهولة الاستخدام ومستوى الأمان العالي، إذ لا تتطلب إدخال أو إزالة بطاقة فعلية، كما أنها مدمجة داخل الجهاز، مما يقلل من فرص تلفها أو فقدانها.
إضافةً إلى ذلك، تتيح الشريحة الإلكترونية إمكانية استخدام أكثر من رقم على جهاز واحد في بعض الهواتف، مما يوفر مرونة كبيرة للأفراد، خاصةً لرجال الأعمال والمسافرين، كما أنها تتوافق مع مختلف الأجهزة الذكية، مثل الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية والساعات الذكية، مما يجعلها خيارًا متقدماً يلبي احتياجات المستخدمين المتنوعة.
كما تلغي هذه التقنية المبتكرة الحاجة إلى الشرائح التقليدية المصنوعة من البلاستيك، مما يفتح المجال أمام مزايا واستخدامات متعددة للمستخدمين، حيث تسهل عملية تغيير شركات الاتصالات أو تفعيل باقات جديدة دون الحاجة إلى استبدال شريحة فعلية، وكل ذلك يتم ببساطة عبر إعدادات الجهاز.
اقرأ أيضاً: وزارة الاتصالات تلغي التراخيص المسبقة لتطبيقات الخدمات الرقمية
سيرياتيل و (MTN) في سباق التكنولوجيا
سبقت شركة (MTN) منافستها “سيرياتيل” بإطلاق خدمة الشريحة الإلكترونية (eSIM)، معلنةً عن توفرها في جميع مراكزها المنتشرة في سوريا، اعتباراً من 19 أيار/ مايو الجاري.
وقال مدير إدارة التسويق في شركة (MTN)، أنس حسني، إن هذه الخدمة تأتي ضمن سلسلة من الخدمات المتطورة، التي سيعلن عنها تباعاً، والتي تهدف إلى مواكبة أحدث التقنيات العالمية، وتعزيز التحول الرقمي بشكل أكبر في سوريا والمنطقة.
وأوضح حسني، أنه لم تعد هناك حاجة إلى الشريحة التقليدية، إذ يمكن اعتماد الشريحة الإلكترونية (eSIM) كبديل يوفر إمكانية استخدام أكثر من رقم على جهاز واحد، مما يلغي الحاجة إلى امتلاك جهازين، مؤكداً أنها تتمتع بأعلى مستويات الحماية والأمان للبيانات الشخصية، عبر أنظمة متطورة وفق المعايير العالمية، لضمان تجربة اتصال آمنة وموثوقة.
ولفت حسني، إلى أن عملية الاشتراك وتفعيل الشريحة الإلكترونية تتم بنفس إجراءات الاشتراك بالشريحة العادية، عبر مراجعة أحد مراكز خدمة (MTN)، للتأكد من الهوية الشخصية للمشترك، ويتم تفعيلها، وذلك في حال طلب خط جديد أو تبديل الشريحة، وبإمكان المشترك اختيار نوع شريحته بأن تكون عادية أو إلكترونية، حيث إنه أصبح من الممكن استعمال النوعين، وذلك يعتمد على خصائص الجهاز، فهناك نوع من الأجهزة تدعم النوعين، في حين توجد أجهزة تدعم نوعاً واحداً فقط، مشيراً مع ميزة إضافية تتيح إمكانية استخدام أكثر من رقم على جهاز واحد، وذلك بفضل مستويات الحماية العالية التي توفرها هذه التقنية.
ولا يقتصر السباق بين الشركتين الوحيدتين في سوريا، لمواكبة التطورات التكنولوجية على إطلاق خدمة الشريحة الإلكترونية، بل يمتد إلى رؤية أوسع تهدف إلى تعزيز التحول الرقمي في سوريا، عبر تقديم تقنيات متقدمة، مثل تقنية الجيل الخامس (5G)، الذي أطلقته الشركة “سيرياتيل” بالتعاون مع شبكة “سوريا المستقبل” في وقت سابق من هذا العام.
وتؤكد هذه التطورات الدور الحيوي الذي تقوم به الشركتين، لإحداث فرق حقيقي في مسار التحول الرقمي وأتمتة العمليات، من خلال الاستفادة من التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي بمجالاته الواسعة، مما يرتقي بمستوى الأداء والخدمات المقدمة للمستخدمين، ويفتح آفاقًا جديدة للقطاعات الحكومية والتجارية، ويبشر بمستقبل أكثر تطورًا للمستخدمين.
اقرأ أيضاً: وزير الاتصالات: استخدام تقنيات حديثة تعتمد الألياف الضوئية لتطوير الاتصالات
التحول الرقمي والتحديات التي تواجهه في سوريا
يواجه التحول الرقمي في سوريا تحديات كبيرة، إذ لا تزال البنية التحتية الرقمية في مراحلها الأولية، مما يتطلب استثمارات كبيرة في شبكات الألياف الضوئية ومراكز البيانات، كما يعاني القطاع من نقص في الكفاءات الرقمية المتخصصة، الأمر الذي يستدعي إطلاق برامج تدريب وطنية لسد هذه الفجوة.
وبالرغم من ذلك، هناك فرص واعدة تلوح في الأفق، لا سيما إمكانية تحويل سوريا إلى مركز إقليمي للبيانات من خلال شراكات استراتيجية مع شركات عالمية.
وفي إطار هذه الجهود، تسعى الحكومة إلى أتمتة الخدمات الحكومية جزئياً، مثل إصدار جوازات السفر الرقمية، ومعاملات السجل المدني، وخدمات الدفع الإلكتروني، لضمان الربط بين البيانات الحكومية بطريقة مؤمنة وفعالة.
وعلى الرغم من هذه التحديات الكبيرة، التي تعترض طريق التحول الرقمي، إلا أن الفرص لا تزال قائمة، لتحقيق التنمية في هذا المجال ومواكبة التحولات العالمية، وذلك من خلال التخطيط السليم، والاستثمار المدروس في البنية التحتية والكوادر البشرية.