خلف الحبتور: من الإمارات إلى سوريا ما الرؤية المستقبلية

خلف الحبتور يحط رحاله في سوريا قادماً من الإمارات، صاحب التطلعات الاستثمارية الرائدة والآراء الجريئة اختار سوريا لتكون محطة لاستثماراته وطرح لرؤى المستقبلية. الحبتور من الشخصيات الريادية في مجال الأعمال، بدأ بشركة هندسية إلى أن تطورت لتصبح مجموعة شركات كاملة، “مجموعة الحبتور” هي من أقوى مجموعات الأعمال والاستثمار في الخليج. في مقالنا هذا سنتعرف على خلف الحبتور، ونستعرض أبرز التصريحات عن استثماراته في سوريا، ونناقش ونقارب تجربته لاستثمارية في لبنان.. هل ستمون سوريا على غرارها؟
من هو خلف الحبتور القادم إلى سوريا
خلف أحمد الحبتور، مواليد عام 1949، دبي. ملياردير إماراتي بارز وهام. مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور ورئيس مجلس إدارة شركة دبي الوطنية للتأمين وإعادة التأمين. شغل عضوية المجلس الوطني الاتحادي سابقاً، وكان عضواً في مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي. إضافةً لشغله منصب رئيس مجلس إدارة بنك دبي التجاري. الحبتور كذلك كان عضو في كلية جون كينيدي للإدارة الحكومية في جامعة هارفرد والعضو غير الأمريكي الوحيد في مجلس الحكام العالمي للمنظّمة الأمريكية المتحدة للخدمات (USO) ما بين 1994 و1997. استثماراته تتكون أغلبها من الإنشاءات العقارية.
اقرأ أيضاً: من هو صفوت رسلان مدير صندوق التنمية السوري؟!
استثمارات خلف الحبتور الواعدة في سوريا
في حديث له لوكالة سانا الرسمية السورية عقب زيارته سوريا في 10 أيلول الجاري، أعلن رجل الأعمال “خلف الحبتور”، إطلاق مشروع لدعم الشباب السوري، إلى جانب مشاريع تشغيلية تتضمن توفير ألف حافلة قابلة للتوسع إلى ثلاثة آلاف، مما سيساهم في توفير حوالي 30 ألف فرص العمل. إلى جانب نيته في تخصيص وظائف لذوي الاحتياجات الخاصة الناتجة عن الحرب، وهذه لفته تحسب للحبتور تحمل جانب إنساني وخدمي وتعبّر عن تعاطفه مع الشعب السوري وما ألم به من نكبات.
كما أعلن الحبتور عن خطط للاستثمار في سوريا، تشمل مشاريع مثل وكالات بيع السيارات وشبكة حافلات واسعة النطاق، وخلال تفقده لمواقع الاستثمار المحتملة في دمشق والمنطقة الساحلية السورية، أكد الحبتور على رغبته في التركيز على المبادرات التي من شأنها خلق فرص مستدامة تساهم في إنعاش الاقتصاد المتضرر من الحرب. وأضاف: “نريد الاستثمار في شيء يخدم الناس، لا نريد مجرد تشييد المباني، نريد استثماراً طويل الأجل”. مؤكداً أن نيه الزيارة مع الوفد المرافق هو التعاون مع السوريين في مشاريع تنموية تخدم المجتمع.
كان الحبتور قد التقى في سوريا محافظ مدينة دمشق “ماهر مروان إدلبي”، ورئيس هيئة الاستثمار السورية “طلال الهلالي”. وأكد اللقاء على تعزيز أواصر التعاون والمحبة وفتح آفاق جديدة عبر مشاريع اقتصادية من شأنها تلبية احتياجات المجتمع ومواكبة جهود إعادة الإعمار.
في تغريدة على موقع “x” ومنشور على فيسبوك، أعرب الحبتور عن سعادته بحفاوة الاستقبال من قبل السلطات السورية مثمناً كرم الضيافة وحرارة الترحيب الذي حظي بهما عند وصوله للبلاد، وقد أعرب عن إعجابه بالعناصر الشابة التي تتمتع بها السلطات في سوريا من القيادة إلى السلطات المختصة. مثنياً على ذكاء السلطات ورجاحة عقلهم حسب وصفه.
كما أكد الحبتور أن الاستثمار في سوريا يمثل خطوة مدروسة مستندة إلى الإيمان بقدرة الشعب السوري على النهوض ومنطلقة من حاجة البلاد إلى مشاريع تنموية حقيقية. كما وجّه دعوى لرجال الأعمال العرب والخليجيين للقدوم إلى سوريا واستغلال الفرص الاستثمارية المتنوعة المتوفرة. مشدداً على أهمية أن يخدم الاستثمار المواطن والمستثمر معاً.
اقرأ أيضاً: استيراد السيارات.. هل فعلاً يحرم اقتصاد سوريا من فرص الاستثمار الحقيقية؟
فرص لسوريا عبر استثمارات الحبتور: هل تنافس لبنان؟
لاشك أن استثمارات خلف الحبتور في سوريا خطوة استراتيجية تعزز عمق العلاقات السورية والاماراتية، وتشكل فرصة اقتصادية واجتماعية يمكن لها أن تفتح العديد من الفرص والمجالات أمام الشعب والاقتصاد السوري، وعلى غرار تجربته في لبنان يمكن الاستفادة من وجود مجموعة الحبتور بأعمالها في سوريا. وبعد انسحابه من لبنان على خلفيه التحديات الأمنية والسياسية، يركز الحبتور في سوريا على مشاريع مستدامة تساهم في إعادة بناء الاقتصاد الوطني.
هذا الاستثمار له أبعاد اجتماعية واقتصادية لسوريا للاستفادة منه، من حيث توفير فرص العمل تحديداً للجيل الشاب عبر مشروعات الحبتور، إضافةً لتعزيز البنية التحتية في البلاد في حال إقامة مشاريع إنشائية، إلى جانب الاستفادة والتعلم من التقنيات الحديثة التي سوف تدخل سوريا مع قدوم هذه المجموعة، ناهيك عن اكتساب الخبرات من شخص ناجح مثله ومن كادر نهج مجموعته. كذلك تعتبر هذه الاستثمارات بمثابة مؤشر على تحسن العلاقات الاقتصادية بين سوريا ودول الخليج، مما قد يؤدي إلى جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.
إذا ما أردنا المقارنة بين الاستثمارات في سوريا ولبنان، نلاحظ أن بالاستقرار السياسي الهش في لبنان، والتهديدات الأمنية المحدقة بالبلاد بفعل الكيان دفعت الحبتور إلى إلغاء المشاريع الاستثمارية الكبيرة، فلا أحد يستثمر في بيئة متوترة. ورغم بعض الهزات الأمنية في سوريا والتهديد الاسرائيلي إلا أنها أكثر استقراراً نسبياً بنظر الحبتور وإلاّ لم يطمح للاستثمار بها.
كما أن سوريا تقدم فرص كبيرة في الاستثمار في قطاعات النقل، السيارات، والبنية التحتية، وهي مجالات ذات اهتمام خاص لدى الحبتور، وتخدمه سوريا بفعل مساحتها وحاجتها الكبيرة لتلك الخدمات مما يضاعف عمله فتتضاعف الأرباح. ناهيك عن توجه الحكومة السورية لجذب الاستثمارات الخليجية، فيبدو أن استثمارات الحبتور في سوريا قد تكون أكثر نجاحاً واستدامة مقارنة بتجاربه السابقة في لبنان. بناء على ما عرضنا من عوامل.




