مبادرات

حملة ابن البلد… تجمع مدينة جبلة

جمعت جبلة الساحلية ببحرها وجبلها.. فكانت “ابن البلد”  لكل البلد. حملة خدمية اجتماعية أطلقها ابن مدينة جبلة الساحلية “مهيار بدرة” بالتعاون مع أبناء المدينة، لتقديم تدخلات ميدانية للمجتمع “الجبلاوي”. قامت هذا الحملة بالعديد من المبادرات المجتمعية التي خدمت أبناء المجتمع وسهلّت عليهم الكثير من التحديات في ظل الظروف الراهنة. في هذا المقال سنعرّف بحملة “ابن البلد” ونعرض أبرز المبادرات التي قامت بها، ونناقش أهمية هذه الحملات التي تولد من رحم المجتمع وتسعى للَم شمله.. وما يمكن أن تغير فيه.

متى تأسست حملة “ابن البلد” في جبلة

عَقب ما شهده الساحل السوري في 7 آذار الدامي الماضي، وتحديداً مدينة جبلة الساحلية، من أحداث خيّمت بظلالها على المدينة بأكملها، وُلدت “ابن البلد” من قلب المجتمع “الجبلاوي” مؤكدةً أن المصاب يجمع البحر والجبل، والعطاء يلّف المدينة ويجمعها.

في أعقاب ردّات الفعل العنيفة والخطاب المشحون الذي سبق ما شهده الساحل السوري وما تلاه من أحداث.. خرجت ابن البلد بتدخلات ميدانية وبرامج اجتماعية عززت السلم الأهلي في الشارع المحلي، وخففت من وقع ما حدث.

عبر تفعيل لجان تنسيقية بالبداية بين أبناء الريف والمدينة وتوسيع دائرتها، وهي ذات اللجان التي نشطت في سنوات الحراك الشعبي 2011، ومن ثم التحرك على الأرض بصورة مباشرة أقرب إلى الناس بعيداً عن التنسيقيات، استطاعت ابن البلد أن تظهر صورة المجتمع المُحب في مدينة جبلة.

ضمت المجموعة 180 شخصاً من الشابات والشبان أبناء جبلة من نخب الريف والمدينة، نظموا العمل الأهلي، وجمعوا التبرعات، وقدموا الخدمات الاجتماعية لكافة أبناء المدينة وريفها.

اقرأ أيضاً: فريق ملهم التطوعي يدخل الفرح للأيتام خلال شهر رمضان

مبادرات حملة “ابن البلد” في جبلة

تنوعت المبادرات منذ انطلاقة الحملة.. ما بين إغاثية وخدمية وتضامنية. في الجانب الإغاثي انطلقت أول خطوة والتي كانت أولوية لدى الحملة لاستعادة السيارة المسروقة ومساعدة العائلات في دفن الضحايا ونقل الجثامين، مع تأمين نقل الجرحى عقب ما شهدته المدينة في شهر آذار الماضي.

أول مبادرة خدمية بطابع إغاثي انطلقت لدعم الأسر الفقيرة من كافة أبناء المدينة والريف، عبر توزيع التبرعات النقدية. المبادرات التضامنية جاءت عَقب تفجير الكنيسة في دمشق ومثلّت كسراً “لتابوه” مغلق في مشهد جمع أطياف المدينة بجسد واحد دون تمييز.

أما المبادرة الخدمية الاجتماعية الأبرز لهذه الحملة، مبادرة “جسور” التي ساهمت بنقل طلاب الشهادات إلى مراكز امتحاناتهم، بعد شكاوي الأهالي من غلاء المعيشة والحاجة الماسة لوسائط النقل. مبادرة “جسور” كانت بالتنسيق مع مدير المنطقة ومديرية النقل حيث تم تسيير حافلات مجانية لنقل الطلاب بمرافقة أمنية.

من المبادرات إلى النشاطات.. سارت حملة ابن البلد إلى منتجع “وادي الملوك” في جبلة لإقامة نشاط تفاعلي بصحبة طلاب من كافة أطياف المجتمع، حيث أقامت برنامج أنشطة ترفيهه كان لها وقع إيجابي على المجتمع المحلي.

رحلة من المبادرات الخدمية الاجتماعية كان آخرها تكريم الطلاب المتفوقين في شهادتي التعليم الأساسي والتعليم الثانوي من أبناء المدينة، في لفتة هادفة لإلقاء الضوء على النخب العلمية التي تضمها جبلة بريفها ومدينتها.

اقرأ أيضاً: منظمة يداً بيد الإنسانية ورسم الأمل

أهمية هذه المبادرات في المجتمع

هذه المبادرات في الأزمات لها وقع على المجتمع المستنزف نفسياً والمحتقن، فهي تعزز قيم التضامن والتكافل في قلب المجتمع، عبر مساهمتها في سد احتياجات الفئات البسيطة.

عبر هذا العمل التشاركي المجتمعي يتحقق أثر مزدوج: أوله التخفيف من حالة الاحتقان الشعبي وبناء جسور الثقة من جديد في المجتمع، والثاني إحياء ثقافة العطاء والمحبة وبالتالي مساعدة المحتاجين والحفاظ على النسيج الاجتماعي وضمان استقراره.

تبرز مدينة جبلة كحاضنة طبيعية لهذه الجهود والهِمم، فهذه المدينة الساحلية الوادعة تضم نسيج اجتماعي متنوع ومتفاعل مع بعضه.. وهذا ما يساعدها على دعم هكذا أنشطة إنسانية تعزز أواصر الثقة والتعاون. مثل هذه المبادرات تعزز السلم الأهلي وتحوّل العمل الإغاثي إلى جسور تربط كافة أفراد المجتمع وتشد عزمهم بروح الانتماء والمسؤولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى