جهاد عيسى الشيخ.. من الانشقاق عن “الهيئة” إلى مستشار للرئاسة لشؤون العشائر

يعكس بروز اسم جهاد عيسى الشيخ المعروف باسم أبو أحمد زكور التحولات السياسية في المشهد السوري، فمن خنادق القتال، إلى دور التفاهمات السياسية، وصولاً إلى مستشار للرئيس السوري، دعونا نتعرف على مستشار الرئاسة لشؤون العشائر.
نشأة جهاد عيسى وخلفيته العشائرية
وُلد جهاد عيسى الشيخ عام 1979 في قرية النيرب بريف حلب الشرقي، وينتمي إلى عشيرة البكارة، إحدى أبرز القبائل العربية في شمال سوريا، والتي تمتد امتداداتها الاجتماعية في مناطق حلب والرقة ودير الزور. منحته هذه الخلفية العشائرية نفوذ اجتماعي واسع. ورغم عدم بروزه في المراحل الأولى من الاحتجاجات السورية، فقد كان نشطاً بشكل غير علني ضمن شبكات المعارضة المسلحة.
مع تأسيس “جبهة النصرة” عام 2012، انضم جهاد عيسى، المعروف بلقب “أبو أحمد زكور”، إلى التنظيم مبكراً، وبدأ في التدرج داخل هيكله القيادي حتى وصل إلى مواقع متقدمة.
موقعه في هيئة تحرير الشام
خلال سنوات الحرب، أصبح “أبو أحمد زكور” من الشخصيات المؤثرة في “هيئة تحرير الشام” التي ورثت جبهة النصرة ووسعت سيطرتها في إدلب وشمال حلب. عُرف داخلياً بلقب “الصندوق الأسود” لإشرافه على ملفات مالية وأمنية وتنظيمية حساسة. ومن أبرز المناصب التي شغلها:
- عضو مجلس الشورى المركزي.
- أمير قطاع حلب.
- المدير المالي العام والمشرف على الاستثمارات الخارجية (2019–2021).
- الأمير الأمني العام (2022).
- مسؤول العلاقات العامة والتنسيق مع الفصائل والعشائر (2023).
في أيار 2023، أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية على قوائم العقوبات بتهمة تسهيل تمويلات للهيئة عبر شركات واجهة في تركيا ودول أخرى.
النفوذ العشائري والدور السياسي
استفاد “زكور” من خلفيته العشائرية في فتح قنوات تواصل بين هيئة تحرير الشام وشيوخ القبائل، خصوصاً بعد اتفاق إدلب في آذار 2020. وأسهم في ترتيب لقاءات مباشرة بين الرئيس الشرع آنذاك وشخصيات عشائرية بارزة، كما أسس كيانات محلية موالية مثل “تجمع الشهباء”. اعتُبر في تلك المرحلة الذراع السياسي غير المعلن للرئيس الشرع في إدارة التفاهمات المحلية والإقليمية.
الخلاف مع قيادة الهيئة والانشقاق
شهدت الهيئة أزمة داخلية منتصف عام 2023 إثر اتهامات بالاختراق الأمني طالت قيادات بارزة. انحاز “زكور” لتيار دعا إلى إصلاحات داخلية، ما أدى إلى تصاعد خلافه مع الرئيس الشرع آنذاك. وفي كانون الأول من العام نفسه، أعلن انشقاقه عبر بيان اتهم فيه قيادة الهيئة بالتفرد بالقرار واستخدام الجهاز الأمني ضد المعارضين.
بعد ذلك أصدرت الهيئة قراراً بعزله ووجهت له اتهامات بالفساد. كما حاولت أجهزتها الأمنية اعتقاله في مدينة أعزاز، إلا أن تدخّل عشيرته ووجهاء محليين حال دون ذلك، وسط وساطة تركية غير معلنة.
نشاطه بعد الانشقاق من الهيئة
رغم ابتعاده الرسمي عن الهيئة، ظل جهاد عيسى نشطاً في المشهد السياسي والعشائري. ومع إطلاق عملية “رد العدوان” في كانون الأول 2024، أفادت تقارير ميدانية بأنه لعب دوراً في التنسيق مع مجموعات مسلحة، ما ساعد على تقدم المعارضة في مدينة حلب.
وفي شباط 2025، ظهر علناً في دمشق إلى جانب وزير الدفاع الجديد مرهف أبو قصرة، حيث رُبط اسمه بترتيبات سياسية وإدارية شملت تعيين مقربين منه في مواقع حكومية.
تعيينه في منصب رسمي
في 28 أيلول 2025، أُعلن عن تعيين جهاد عيسى الشيخ معاوناً لرئيس الجمهورية العربية السورية، أحمد الشرع، لشؤون العشائر. مما يعكس أهمية الدور العشائري في تحقيق الاستقرار، والدور السياسي الذي سيلعبه جهاد عيسى الشيخ خلال المرحلة المقبلة.
اقرأ أيضاً: الحكومة السورية الجديدة: من هم الوزراء وما هي خلفياتهم الكاملة؟



