تقرير معلوماتي: التصويت لتأسيس أول برلمان بعد الأسد

الكاتب: أحمد علي
ليس هذا المقال سرداً للرأي ولا منصة للتقييم، بل بطاقة تعريف دقيقة لحدث يتصدّر الأخبار اليوم الأحد 5 تشرين الأول 2025 في سوريا. سنقدّم هنا معلومات موثقة حصراً، وتتضمن كامل التفاصيل المرتبطة بالعملية الانتخابية دون أي تعليق أو نقد، وقد يحصل هذا في موضع آخر لاحقاً.
التصويت لتأسيس أول برلمان بعد الأسد: ما الذي يجري اليوم؟
اليوم الأحد 5 تشرين الأول 2025، تجتمع هيئات ناخبة قوامها نحو ستة آلاف ناخب في كليات/مراكز للتصويت بطريقة «الانتخاب غير المباشر» لاختيار ثلثَي أعضاء مجلس الشعب من أصل 210 مقاعد، على أن يُستكمَل الثلث الباقي (70 مقعداً) بالتعيين الرئاسي.
بدأت العملية اليوم عند التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي، وتنتهي ظهراً مع إمكانية التمديد حتى الرابعة مساءً، وستُعلَن النتائج الأولية في اليوم نفسه.
كيف شُكِّلت الهيئات الناخبة؟
تشكّلت «اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب» بمرسوم رئاسي، وأسند إليها الإشراف الكامل على العملية. وبحسب ما نُشر من تفاصيل، قُسّمت الدوائر الانتخابية على مستوى المناطق الإدارية، ورُوعي في تشكيل الهيئات الناخبة عامل الكثافة السكانية، مع توزيع ضمن فئتي «الأعيان» و«المثقفين».
يقتصر حق الترشّح في هذه الدورة على أعضاء هذه الهيئات حصراً، على أن تُرفع مقترحات العضوية على مستوى الدوائر ويُبتّ فيها قبل الانطلاق إلى الاقتراع والفرز. وأشارت تصريحات رسمية إلى رقم تقريبي يبلغ 62 دائرة لتسيير العملية.
أين تُسجَّل الطعون؟ ومتى تُعلَن النتائج النهائية؟
بعد إعلان النتائج الأولية من اللجنة العليا، تُحال العملية إلى «لجان الطعون» المختصّة بالنظر في اعتراضات أعضاء الهيئات الناخبة على إجراءات التصويت أو الفرز. وعقب البتّ في الاعتراضات، تُعلَن النتائج النهائية في مؤتمر صحفي رسمي متوقع بين الاثنين والثلاثاء، أي غد وبعد غد. وهذه الآلية الإجرائية نُقلت عن متحدث اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب.
تمثيل النساء: أرقام متاحة ولا حصص ملزمة
بحسب ما أُعلن، وافقت اللجنة على قرابة 1570 مرشحاً مع مشاركة نسائية تدور حول 14% من إجمالي المرشحين، من دون إقرار حصص (كوتا) ملزمة. وتشير تغطيات دولية إلى تفاوت في نسب المرشحات بين المحافظات، وغياب إطار قانوني يُلزم بنسب محددة. تبقى هذه الأرقام مؤشرات أولية إلى حين صدور النتائج النهائية.
غياب الاقتراع في مناطق الإدارة الذاتية والسويداء
قررت الحكومة تأجيل الاقتراع في أجزاء من الرقة والحسكة، وفي كامل دوائر محافظة السويداء، لأسباب وُصفت بالأمنية والسياسية. نتيجة ذلك، يُتوقَّع أن يبقى 19 مقعداً شاغرة في التشكيلة النهائية، ريثما تتوافر ظروف ملائمة لإجراء اقتراع لاحق في هذه الدوائر. وتُعد هذه النقطة من أبرز العناصر التنظيمية المؤثرة في الخريطة البرلمانية المقبلة بحكم توزيع المقاعد جغرافيّاً.
من يملأ المقاعد غير المُنتخبة؟
إلى جانب المقاعد الشاغرة الناتجة عن تأجيل الاقتراع، يملأ الرئيس أحمد الشرع ثلث المجلس (70 مقعداً) بالتعيين المباشر بموجب النظام الانتخابي المؤقت المعمول به لهذه الدورة. ويرد هذا التفصيل في البيانات الرسمية والتغطيات التي تشرح هيكل العملية وتوازنها بين «المُنتخَب» و«المُعيَّن». أما المقاعد الخاصة بالدوائر المؤجلة فتبقى شاغرة لحين دعوة لاحقة للاقتراع فيها.
وحول المدد الزمنية والسياق الإجرائي العام، تُشير بعض التقارير إلى أن مدة المجلس في هذه المرحلة الانتقالية تبلغ ثلاثين شهراً قابلة للاستبدال بانتخابات جديدة بعد إقرار دستور دائم.
ماذا يعني «الانتخاب غير المباشر» عمليّاً في هذه الدورة؟
المقصود أن عموم المواطنين لا يدلون بأصواتهم مباشرةً لمرشحي مجلس الشعب؛ بل تنتخب «هيئات ناخبة» مُشكّلة مسبقاً ممثليها إلى ثلثي المقاعد، بينما يُستكمَل الثلث الباقي بقرارات تعيين رئاسية. وهذا الشكل أُدرج استثنائياً وفق السلطات الجديدة، ومبرره هو غياب بيانات سكانية دقيقة ونزوح الملايين، ما يجعل الاقتراع العام الشامل متعذراً في الوقت الراهن.
وفي الختام، يظل هذا النص تقريراً معلوماتياً خالصاً عن التصويت لتأسيس أول برلمان بعد الأسد، لا يقدّم أي تحليل أو توصية، ويكتفي بتجميع ما تيسر من المعطيات الرسمية والإعلامية المتاحة حتى ساعة النشر.
اقرأ أيضاً: مشهد الهيئة الناخبة والمرشحين لانتخابات مجلس الشعب 2025 في قراءة وتحليل كمي

