استهل المنتخب السوري لكرة القدم مشواره في تصفيات كأس آسيا 2027 بفوزه على المنتخب الباكستاني بهدفين نظيفين يوم الخامس والعشرين من آذار الماضي، وبهذا الفوز أعطى المنتخب السوري صورة جيدة عن استعداده لخوض باقي مباريات التصفيات الباقية بنفس الأداء الذي قدمه بهذه المواجهة، علماً أن الاتحاد السوري لكرة القدم كان قد عين الإسباني خوسيه لانا Jose Lana مدرباً جديداً للمنتخب الأول خلفاً للأرجنتيني هيكتور كوبر Hector Kober الذي فشل بأن يحقق الأهداف التي درب المنتخب لأجلها، وهي تقديم نسخة جيدة من كأس آسيا قطر 2023، والوصول للحلم، نهائيات كأس العالم 2026 في أميركا الشمالية.
المجموعة الحالية للنسور في تصفيات كأس آسيا 2027 تضم كل من باكستان، أفغانستان، ومنتخب ميانمار.
سيلتقي المنتخب السوري نظيره الأفغاني في 10 من حزيران صيف هذا العام، بعدها سيلتقي منتخب ميانمار في 9 من تشرين الأول، بعدها يعود ليواجه المنتخب الباكستاني في 31 آذار من عام 2026. على المنتخب السوري العمل بشكل مكثف في حال تخطي مرحلة التصفيات والوصول لنهائيات كأس آسيا 2027.
المنافسة ستكون شديدة على كل المراكز من كل منتخبات آسيا خاصةً من الازدهار والتطور الكبير التي تشهده هذه الرياضة في الدول الآسيوية منذ بداية الألفية الجديدة.
التفاصيل التي على المنتخب السوري تحسينها حال التأهل للنهائيات
مع كل مشاركة سابقة بكأس آسيا، كان المنتخب السوري يودع البطولة من الأدوار الأولى بسبب أخطاء أولية كان يمكن تفاديها في كل مرة. وربما يعود سبب هذه الإخفاقات المتكررة لقلة خبرة اللاعبين أو لقلة احتكاكهم بالكرة الآسيوية مع ندرة احتراف اللاعبين السوريين خارج سورية على مستوى عالٍ مثل باقي اللاعبين العرب. على سبيل المثال مثل لاعبي دول شمال إفريقيا، وغيرها من البلدان العربية التي قدمت نجوم من الطراز العالمي.
أكبر إنجاز حققه المنتخب السوري في كأس آسيا كان تخطي دور المجموعات، بعدها الخروج بركلات الترجيح أمام المنتخب الإيراني من دور 16 بالنسخة الأخيرة من البطولة عام 2023 في قطر.
حتى بمشاركتهم الأخيرة، بدت قلة الخبرة متجلية بطريقة تعامل اللاعبين السوريين مع ركلات الترجيح، في الوقت الذي كان يسجل فيه لاعبو المنتخب الإيراني ركلات ترجيحهم بكل هدوء مستفيدين من سنين الخبرة بهذه البطولة.
اقرأ أيضاً: بين نظام قديم وآخر جديد: ما الذي يحتاجه المنتخب السوري لتحقيق آماله!
الترتيب الدولي للمنتخب السوري قبل العودة لتصفيات كأس آسيا
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يوم الخميس 3 نيسان، صعود المنتخب السوري الأول مستويين في التصنيف العالمي، حيث انتقل من المركز 95 إلى 93 عالمياً. ويعود هذا التحسن إلى تحسّن أداء الفريق في تصفيات كأس آسيا.
عربياً، حل النسور في المرتبة 12، بينما حافظ منتخب المغرب على صدارة الترتيب العربي، يليه مصر في المركز الثاني، ثم الجزائر في المركز الثالث.
آسيوياً، حققت سورية المركز 13، في حين تصدرت اليابان قائمة المنتخبات الآسيوية، تليها إيران في المركز الثاني، وكوريا الجنوبية في المركز الثالث.
ويأتي هذا التقدم بعد سلسلة من النتائج الإيجابية، أبرزها الفوز على باكستان في الجولة الأولى من تصفيات كأس آسيا، مما يعزز آمال الجماهير السورية بمستقبل واعد للكرة الوطنية.
اقرأ أيضاً: تحضيرات المنتخب السوري لكأس آسيا تحت 20 عاماً في الصين
تاريخ مشاركات سورية بكأس آسيا
شاركت سوريا في كأس آسيا لأول مرة عام 1980 بالكويت، وخرجت من دور المجموعات. بعد غياب طويل، عادت في نسخة 1996 بالإمارات، لكنها لم تتأهل للدور التالي.
في 2011، حققت إنجازاً تاريخياً بتأهلها لربع النهائي في قطر، قبل أن تخسر أمام اليابان. ثم عادت في 2019 بالإمارات، لكنها فشلت في تجاوز المجموعات. وبعدها في 2023 تأهلت إلى دور 16 وخرجت من البطولة بعد خسارتها بركلات الترجيح من أيران.
اليوم، تحلم سوريا بتكرار إنجاز 2011 في كأس آسيا 2027، معتمدة على جيل جديد وطموح كبير. رحلة قصيرة، لكنها تحمل إرثاً من الكفاح والأمل.