رياضة

المنتخب السوري أمام نيبال: أداء يثير السخرية رغم الفوز

أخيراً.. ابتسم الحظ للمنتخب السوري لكرة القدم تحت سن 23 عاماً، فبعد سنوات من الخيبات والخيال الواسع الذي يسبق كل مباراة، جاء الفوز الثمين على… نيبال! نعم، الخصم الذي بالكاد يعرف الكثيرون أسماء لاعبيه، أصبح جسر عبور جديد لـ”نسور قاسيون الصغار” كي يرفعوا رؤوسهم عالياً بفوز منتخب سوريا على نيبال 4-2 يوم السبت الماضي على ستاد الجمهورية المركزي في “دوشانبي”، ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى في تصفيات كأس آسيا تحت 23 عاماً 2026 في السعودية .

المشجعون السوريون لم يقرروا بعد: هل يحتفلون بهذا الإنجاز التاريخي أم يكتفون بابتسامة ساخرة تقول “الحمد لله على كل حال”. ففي زمن عزّت فيه الانتصارات، بات الفوز على منتخب “نيبال” يعطينا جرعة أمل.

الأداء الفني للمنتخب السوري في مباراة نيبال

بعد تأخره بالنتيجة أمام نيبال، استطاع المنتخب السوري تحقيق الفوز بريمونتادا مثيرة.. لكن مع الشفقة على الأداء الذي قدمه المنتخب السوري في هذه المباراة. أداء خالي من أي مهارات فنية تذكر، على حسب وصف محلل قناة “دراما سبورت“، حيث قال: “كنا نشاهد عرض كروي في أزقة كرة القدم وليس مباراة كرة قدم تليق بمنتخب سوريا”.

بقيادة “ماهر البحري”، المعروف محلياً بالدوري السوري ومن الأسماء اللامعة فيه، والذي قاد فريق “تشرين” إلى التتويج بألقاب متتالية بالدوري السوري الممتاز .. ولُقب البحري على إثرها بصانع النجوم وحاصد الألقاب، فما الذي أطفأه مع المنتخب السوري؟

هل أصبح سقف المنتخب السوري حصد الفوز بشق الأنفس على منتخب كنيبال؟، في ظل احتجاج الأخير واستياءه من الفوز السوري، بات منتخب نيبال يتجرأ على منتخب سوريا؟

تشكيلة المنتخب السوري أمام نيبال بدت غير منسجمة على الإطلاق، واللعب كان معدوماً حتى مراوغة الكرة غير موجودة، أما عن طريقة توظيف المهارات فحدث ولا حرج.. فلا توظيف ولا مهارات شوهدت من الأصل.. فقط ابتسم الحظ للمنتخب السوري.

فهدف التقدم الذي سُجل وأفرح الكادر الفني السوري، هو على منتخب نيبال وليس البرازيل، بعد أن كانت الغلبة لنيبال، الحظ أسعف النسور الصغار. الأداء أقل ما يقال عنه أنه أداء “مضحك”، وسط تراجع أداء اللاعبين الجيدين أمثال “المقداد، أحمد حسن الدهان، أنس الدهان”.

فالأداء المقدم في هذه المباراة لو استقدم فريق “دوري حارات” لحسم الفوز منذ الدقائق الأولى للشوط الأول على منتخب بحجم وفنيّة النيبال، الذي أبدى تفوقاً فنياً وتكتيكياً على نظيره السوري.

فلولا هدف الفوز بأقدام اللاعب “محمود الأسود” لكانت أضيفت هزيمة أخرى لسجلات المنتخب السوري تحت سن 23 عاماً، ويضاف له أنه لاعب منتخب أول ولم يكن موجود مع هذه القائمة، التي من المفترض وجود تجانس بين لاعبيها، وكان على المعسكرات المغلقة أن تسفر عن اندماجهم سوياً.

اقرأ أيضاً: بعد فوزه على الإمارات: المباراة القادمة للمنتخب السوري لكرة السلة

ماهر البحري والانتقادات: فَرِح بالفوز أمام نيبال!

لا يمكن أن يشفع هذا الفوز للضعف الفني الذي أبداه المنتخب السوري بقيادة البحري أمام النيبال، كيف لمدرب بحجم البحري من ألمع المدربين على المستوى المحلي السوري أن يُصرح بفرح بفوزه على النيبال؟؟ فعلى النيبال والفلبين وغيرها من المنتخبات التي تملك نفس الظروف الكروية ونفس المستوى الفني أن تشكل “حصالة أهداف” للمنتخب السوري منذ الدقائق الأولى للمباراة، وليس العكس.

يتعرض العديد من اللاعبين بقيادة البحري للظلم أمثال ” أنس الدهان” و”محمود نايف”، “علي الرينة” و”خالد الحجة”.. فهم لاعبين مميزين، وإن تم الاهتمام بهم فسيشكلون مواهب صاعدة واستثمار مثمر للمنتخب في قادم الأيام. لكن الاستثمار والتطوير هو ما يضيعه البحري.

فالتشكيلة المختارة للمباراة من المفترض أنها معدّة فنياً بشكل جيد ومختارة بعناية من قبل الكادر الفني، والذي من المفترض أن يضغط على اللاعبين من أجل الفوز حاله حال ضغط الجمهور عليهم.. أيّ لاعب سوري اليوم بأي فئة من فئات كرة القدم السورية مطالب بالفوز تحت ضغط من الكادر الفني والجمهور المتعطش للانتصارات المستحقة لا انتصارات الحظ.

اقرأ أيضاً: نادي الشعلة في سوريا بين الإشكالات والإصلاحات هل ينهض من جديد؟

ثغرات المنتخب السوري أمام نيبال

الأداء الضعيف للمنتخب وعدم تقديم الجهد المطلوب من لاعبي المنتخب السوري، رغم تفوقهم البدني على منتخب نيبال الذي أرهقهم بالسرعات، مع تغطية خط الوسط الضعيفة من قبل ” كرنبة ومحمود النايف”، الجهة اليمنى الفارغة التي استغلها الفريق النيبالي بشكل جيد وتعامل معها لاعبو المنتخب السوري “بالترقيع” لا الحسم والسد.

لاعب بحجم “آلان عبدي” لا يتم إشراكه بالمباراة وهي من مباريات التصفيات لكأس آسيا. ما يرتكبه الكادر الفني للمنتخب السوري تحت 23 عاماً أقل ما يمكن وصفه أنه كوارث كروية وتدمير مستويات وتجميد مهارات.

ناهيك عن غياب التطور في هذا المنتخب على الرغم من المعسكرات المغلقة، فالمنتخب حسب محللين ومراقبين تم تدميره بالكامل.. لا تطوير ولا استثمار بالمهارات، فما الوضع مع كرة القدم السورية وتمثيلها دولياً؟

أضف إلى ذلك، تفاقم الهوة بين الكادر الفني ولاعبي المنتخب لا يمكن وصفها، ولا حاجه لوصفها فهي متجسدة على أرض الملعب، فلاعب المنتخب السوري غير مقتنع بالكادر الفني، لأن الكادر الفني لا يقدم له ما يظهره كلاعب جيد على الأقل، ولا يصقل ما عنده من مهارات.

إلى جانب كل ذلك، قوام المنتخب 11 لاعب، لماذا يبقي الكادر الفني الاعتماد على لاعبين محددين واستدعائهم نفسهم للمعسكرات المغلقة؟، فالمدرب الذي يقبل بفرض أسماء بالقائمة عليه هو مدرب لا يصلح لتدريب المنتخب السوري الحالي ولا أي منتخب سوري لاحق. حسب رأي محللين أن هذا الكادر الفني لا يجب إقالته فقط، بل استبعاده نهائياً عن أي استلام للمنتخب السوري في أي مواجهة دولية وتحت أي ظروف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى