هل تحلم بأن يكون طفلك من مبدعي العالم الرقمي؟ وأن يكون له بصمة في عالم التكنولوجيا والبرمجة؟ إذاً، لا تفوّت فرصة تسجيله في الماراثون البرمجي للصغار واليافعين 2025، فلا زال هناك وقت بعدما أعلنت هيئة التميز والإبداع عن تمديد فترة التسجيل حتى الخامس عشر من حزيران الجاري، لتمنح الأطفال السوريين فرصة مهمة للانطلاق نحو عالم البرمجة بثقة وتميز… ولكن ما هو هذا الماراثون؟ وما هي أهم أهدافه؟ سنتعرف على ذلك في هذا المقال.
الماراثون البرمجي للصغار واليافعين
الماراثون البرمجي للصغار واليافعين KPM هو مبادرة تعليمية رائدة، تنظمها إدارة الأولمبياد العلمي السوري بالتعاون مع مركز التعلم مدى الحياة في الجامعة الافتراضية السورية، تستهدف هذه المبادرة الأطفال واليافعين بين 8 و 15 عاماً لتمنحهم فرصة مميزة لاكتشاف عالم البرمجة في عمر مبكر واكتشاف ذواتهم وقدراتهم.
أهدافه
تعتمد رؤية الماراثون على مسارين أولهم الوصول التدريجي إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال واليافعين في مختلف مناطق سوريا، وتقديم تدريب برمجي متقدم يواكب التطورات العالمية، أما الثاني، فيركز على اكتشاف الحالات المتميزة بين المشاركين، والعمل على دعمها ورعايتها بهدف ترسيخ ريادتها وإبرازها على الساحة المحلية والدولية.
فهدف الماراثون الأساسي هو تأهيل جيل جديد من الأطفال واليافعين في مجالات البرمجة والتقانات الحديثة، وتمكينهم من الدخول إلى العالم الرقمي بثقة، وهو يمثل خطوة أولى نحو فهم أعمق للتكنولوجيا، واستعداداً مبكراً لبناء مستقبل مهني مبني على الابتكار، ومن خلاله، يكتسب الأطفال أدوات التفكير المنطقي ومهارات التحليل، ويتعلمون البرمجة بأساليب تفاعلية باستخدام اللغات النصية والرسومية المناسبة لأعمارهم.
إلى جانب ذلك، يعزز البرنامج قدرة المشاركين على التعامل بطلاقة مع تقانة المعلومات، أو ما يعرف بـ IT fluency، ويمنحهم ثقة في استخدام الأدوات الرقمية الحديثة، إضافة إلى توفير محتوى علمي متميز ومفتوح باللغة العربية في مجالات البرمجة والمعلوماتية، كما يسعى كذلك لتمهيد الطريق أمام المشاركين للانضمام إلى مسابقات عالمية في البرمجة، مع تقديم الرعاية والمتابعة للمتميزين منهم، بما يضمن استمرارية تطورهم في هذا المجال الواعد.
اقرأ أيضاً: الأمن السيبراني في سوريا.. تحديات كبيرة في أبرز القطاعات الحيوية
هيئة التميز والإبداع
هيئة التميز والإبداع هي مؤسسة وطنية مستقلة تسعى لاكتشاف النبوغ المبكر، والبحث عن المبدعين في مختلف ميادين العلوم، وتحفيزهم على الاستمرار والتطور، مع توفير بيئة محفزة تحتضن قدراتهم وطاقاتهم الشابة، وتقديم التدريب والتأهيل اللازمين لها، و فتح أبواب المشاركة أمامها في المعسكرات والمسابقات على المستويات المحلية والدولية والعالمية، للوصول بها إلى تحقيق إنجازات ترفع اسم الوطن عالياً.
وكانت الهيئة قد أعلنت عن فتح باب التسجيل في الماراثون البرمجي للصغار واليافعين منذ الثامن عشر من أيار الماضي، قبل أن تمدد المهلة مؤخراً بهدف إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الأطفال واليافعين المهتمين بالبرمجة للمشاركة في هذا الحدث العلمي المميز.
وسابقاً، أكدت الهيئة في بيان لها على أهمية تعليم البرمجة للأجيال الناشئة، مفيدةً بأن المهارات الرقمية أصبحت ضرورة في ظل تسارع التكنولوجيا وتعاظم تأثير الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب الحياة، ولفتت إلى أن هذه الخطوة تسهم في بناء جيل مبدع يمتلك الأدوات اللازمة لصناعة مستقبل قائم على الحلول الذكية والتفكير التقني المتقدم.
المهندسة هلا الدقاق، رئيسة هيئة التميز والإبداع، لفتت في تصريح إعلامي إلى أن البرمجة أصبحت “لغة العصر” ومحوراً رئيسياً في اقتصاد المعرفة، وأضافت أن تعليم البرمجة في سن مبكرة لم يعد رفاهية، بل ضرورة حقيقية لإعداد جيل يملك القدرة على الإبداع، وتقديم حلول تكنولوجية جديدة، ومواكبة ما يشهده العالم من تطور رقمي متسارع.
وأكدت الدقاق أن الماراثون ليس مجرد مسابقة بل هو منصة تعليمية تفاعلية تنمّي مهارات التفكير المنطقي، وتصقل قدرات المشاركين على تصميم الحلول البرمجية، كما لفتت إلى أن التدريب الذي يتلقاه المشاركون يتم على أيدي مدربين مختصين، وباعتماد مناهج تعليمية متطورة تشمل لغات البرمجة الرسومية مثل Scratch والنصية مثل ++C، هو ما يمنح الأطفال واليافعين فرصة حقيقية لاكتشاف إمكاناتهم، وتطوير مهاراتهم، وتنمية روح المبادرة والتفكير التحليلي في بيئة تعليمية مشجعة على الإبداع والتميز.
وتبدأ جولة المشاركة في الماراثون من خلال اختبار تحديد مستوى، يتم تقسيم المتقدمين بعده إلى فئات عمرية ومجموعات حسب قدراتهم البرمجية: مبتدئ، متوسط، ومتقدم، يُقدَّم لكل فئة تدريب متخصص يناسب عمرها ومستواها، تحت إشراف مدربين مؤهلين أكاديمياً وذوي خبرة في التعامل مع هذه الشريحة العمرية.
وخلال الدورة التحضيرية، يخضع المشاركون لاختبارات مرحلية يتم إجراؤها عبر الأنظمة الامتحانية المعتمدة في الجامعة الافتراضية السورية، وفقاً لمعايير رقابية دقيقة، وبناءً على نتائج هذه الاختبارات -وبمعايير واضحة يعلن عنها مسبقاً- يتم اختيار المتأهلين للمشاركة النهائية في الماراثون.
اقرأ أيضاً: تحذيرات رسمية من برمجية خبيثة تستهدف أجهزة أندرويد وتسرق البيانات
البرمجة للأطفال لمستقبل واعد
في عالمنا الذي يشهد تسارعاً متزايداً في التطور التكنولوجي، يصبح تعلّم البرمجة من المجالات التي ينبغي الاستثمار فيها منذ سن مبكرة، فإن تعلمها يوفّر للأطفال قاعدة قوية من المهارات التي تؤهلهم للتعامل مع تحديات المستقبل، من خلال تعزيز التفكير النقدي والمنهجي.
إضافة إلى ذلك، تسهم البرمجة في تنمية الإبداع، إذ تتيح للأطفال تحويل أفكارهم إلى مشاريع ملموسة، كتصميم الألعاب أو التطبيقات البسيطة، ما يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويدفعهم إلى التفكير خارج الصندوق، كما ترسّخ لديهم مفاهيم العمل الجماعي والتعاون، خاصة عند تنفيذ المشاريع البرمجية التي تتطلب تنسيق الجهود والعمل ضمن فرق، والأهم من ذلك أنها تعزز مهارات التعلم الذاتي، إذ يتعلم الطفل كيف يبحث عن الحلول، ويطور مهاراته من خلال الاستكشاف والتجربة.
عموماً، تعلّم الأطفال للبرمجة يعدّ خطوة مهمة نحو بناء جيل واعٍ، ومتمكن من أدوات العصر الحديث، قادر على المساهمة في تطور المجتمع وتقدمه… والماراثون البرمجي يمنح الأطفال السوريين فرصة مميزة لصقل مهاراتهم في عالم التقنية، ويمهد الطريق أمامهم ليكونوا قادة المستقبل الرقمي، ويؤهلهم لمواجهة تحديات الغد بتميز وثقة.
اقرأ أيضاً: «تغريبة جامعية» تُحيي النقاش حول التعليم الرقمي في سوريا