المجتمع السوري

“الإدارة الذاتية” تشارك في إخماد حرائق الساحل السوري

بعد مرور أسبوع على حرائق ضخمة اجتاحت غابات الساحل السوري ووُصِفت بـ”الكارثية”، تستمر المساعدات بالوصول في محاولات وجهود مكثفة لإخمادها، ويوم أمس الثلاثاء، وفي استجابة وصفتها بـ”الإنسانية والوطنية”، أعلنت “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا إرسال فرق إطفاء ومساعدات لوجستية إلى محافظة اللاذقية، للمشاركة في جهود الإخماد الحرائق.

وأكدت إدارة بلدية عين العرب/كوباني أن الفرق التي توجهت للانضمام إلى فرق الإطفاء مجهزة بكافة المعدات الأساسية وستقدم الدعم الكامل في جهود الإطفاء، كما أرسل فوج إطفاء القامشلي سيارتين مزودتين بمعدات الإطفاء، بما في ذلك البودرة الكيميائية والفوم، وضمت كل سيارة سائقاً وعنصرين مجهزين ببدلات واقية وأدوات الحماية اللازمة.

حرائق الساحل كارثة بيئية متفاقمة

وفي بيان لها، قالت “هيئة البيئة” في “الإدارة الذاتية” أن حرائق الساحل تمثل “كارثة بيئية متفاقمة” تهدد ما تبقى من الغطاء النباتي في سوريا، وتزيد من تعقيدات الأزمات المناخية والاقتصادية التي تمر بها البلاد منذ أكثر من عشر سنوات.

وأضافت أن هذه الحرائق تذكّر بالدمار البيئي الذي لحق بالغابات السورية نتيجة العمليات العسكرية، والقصف العشوائي، والهجمات المستمرة منذ عام 2011، مؤكدةً أن “الحرائق المفتعلة لا تقلّ ضراوة عن الحرب التي دمّرت سوريا”، كما دعت المجتمع الدولي والمنظمات البيئية إلى التدخل والمساعدة في حماية الغابات السورية، لأن الحفاظ على البيئة يعدّ ضرورة حيوية تتعلق بصحة الإنسان ومستقبل الأجيال القادمة.

اقرأ أيضاً: ارتفاع ضخم جداً بالصادرات الأردنية إلى سوريا.. ما هي وهل جميعها أردنية حقّاً؟!

جدير بالذكر أن الحرائق الضخمة تجتاح غابات ومناطق حرجية في تركيا وسوريا تزامناً مع موجة حرّ قوية منذ مطلع تموز الجاري، وقد تسببت بخسائر مادية وبشرية كبيرة، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة وصعوبات في عمليات الإخماد في سوريا؛ بسبب وجود الألغام ووعورة التضاريس وضعف الإمكانات والموارد.

ووصلت الأحد الماضي، فرق من الدفاع المدني الأردني إلى اللاذقية للمشاركة في جهود الإخماد.

وجاء في منشور على منصة “إكس” لوزير الطوارئ والكوارث السوري رائد الصالح، أن “مئات آلاف الأشجار الحراجية على مساحة تقدر بنحو 10 آلاف هكتار في 28 موقعاً باتت رماداً بسبب هذه الحرائق”، منوهاً بـ”جهود كبيرة” يبذلها 80 فريقاً من الدفاع المدني السوري وغيره من الأجهزة.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن حرائق الغابات في اللاذقية أثرت على نحو 5 آلاف شخص، بينهم نازحون، في أكثر من 60 تجمعاً سكانياً، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”.

وقالت الأمم المتحدة إن الحرائق حوَّلت نحو 100 كيلومتر مربع من الغابات والأراضي الزراعية إلى رماد، أي ما يعادل أكثر من 3% من مجمل الغطاء الحرجي في سوريا، مشيرة إلى أنه “في إجراء احترازي، تم إخلاء ما لا يقل عن 7 بلدات في ريف اللاذقية”.

وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو” قد أفادت في حزيران الماضي بأن سوريا “لم تشهد ظروفاً مناخية بهذا السوء منذ 60 عاماً”، محذرةً من أن الجفاف غير المسبوق يهدد أكثر من 16 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي.

اقرأ أيضاً: حرائق ريف اللاذقية..كارثة طبيعية تستدعي التفكير بالقادم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى